مقياس المقاولاتية موجه لطلبة سنة اولى ماستر تخصص ادارة مالية علوم تسيير و تخصص اقتصاد نقدي وبنكي علوم اقتصادية و طلبة دكتوراه السنة اولى
يهدف مقياس المقاولاتية الى تعريف الطلبة بطرق و خطوات انشاء مؤسسسات صغيرة و متوسطة ، انطلاقا من معرفة اساسيات المقاولاتية او ريادة الاعمال واهميتها وخصائصها ،و كذلك المصطلحات المتعلقة بالمقاولاتية مثل الثقافة المقاولاتية و الروح المقاولاتية و التعليم المقاولاتية ، ثم التعريف بالابتكار و الاختراع و المخاطرة لان المقاولاتية تساوي الابتكار زائد المخاطرة ، وصولا الى دراسة الاجهزة المختصة في مرافقة مشاريع الطلبة (انساج ، انجام ،..............) ،و في الاخير اعطاء نظرة عامة حول دار المقاولاتية ، فدراسة هذا المقياس يمكن الطالب من اكتساب مهارات و مؤهلات علمية و غرس فيه الثقافة المقاولاتية و الروح المقاولاتية .
خطة العمل
- اساسيات المقاولاتية .
-صفات و مهارات المقاول.
-الابداع و الابتكار و المخاطرة.
-محفزات الابداع و الابتكار.
-المقاولاتية و المؤسسات النمطية (دراسة مقارنة).
-المواقف المقاولاتية المختلفة.
-خطوات و انشاء مؤسسة صغيرة .
- خطة العمل.
-تمويل المشاريع .
-الاجهزة المختصة في المرافقة .
- اليات تشجيع المقاولاتية في الجزائر .
-نظرة عامة حول دار المقاولاتية
المحاضرة الاولى
الفصل الأول : أساسيات حول المقاولاتية
تمهيـد: مـرت المقاولاتيـة بفـترات زمنيـة مليئـة بالإسـهامات والنظريـات العلميـة مـن قبـل البـاحثين والعلمـاء منـذ القـرن السـادس واسـتمر البحـث في هـذا اـال إلى يومنـا هـذا أيـن أصـبحت المقاولاتيـة أهـم أسـس التنميـة الاقتصـادية، وعليـه يمكـن القـول أن ظـاهرة المقاولاتيـة قديمـة ــــ متجددة ، لذلك نجد العديد من التعاريف ووجهات النظر للمقاولاتية . −
- 1 تطــور مفهــوم المقاولاتيــة:
المصــطلح قــديم اســتعمل أول مــرة في بدايــة القــرن الســادس عشــر في اللغــة الفرنســية كلمــة (Entrepreneuriat ( ، والمشـتقة مـن الانجليزيــة (Entreneurship (والـتي تعـني ريــادة الأعمـال في بعـض المصــادر والمراجـع، وهــي ترتكز على إنشاء أو تنمية أنشطة ما، وقد تضمن المفهوم آنذاك المخاطرة وتحمل الصعاب التي رافقت حملات الاستكشاف العسكرية، وبقي هذا المفهوم في نفس السياق على الرغم من شموله للأعمال التي تحمل روح المخـاطرة خـارج الحمـلات العسـكرية كالأعمـال الهندسـية وبناء الجسور 21 أهم المقاربات الحديثة في مجال المقاولاتية:
- المقاولاتية ظاهرة تنظيمية : اعتـبر رواد هـذا الاتجـاه المقاولاتيـة علـى أـا إيجـاد منظمـة أو مؤسسـة جديـدة ، وأشـهر رواده كرتنـر Gartner William 1988 حيـث يعتـبر "أن المقاولاتيـة هـي عمليـة إنشـاء منظمـة جديـدة، فحسـب هـذا الاتجـاه تشـمل المقاولاتية مجموع الأعمال الـتي يقـوم مـن خلالهـا المقـاول بتجنيـد وتنسـيق المـوارد المختلفـة مـن معلومـات مـوارد ماليـة وبشـري ، ة .... ، وذلـك مـن أجـل تجسـيد فكـرة في شـكل مشـروع مهيكـل وأن يكـون قـادرا علـى الـتحكم في تغيـير طريقـة النشـاط ومسـايرته لأنشـطة مقاولاتيـة جديـدة" ،ويرى ألان فايول أن التعاريف السابقة لم تتناول ما تطرق إليه التعريف الذي جاء به Gartner مع بداية التسـعينات مـن القـرن الماضـي، حيث يرى نموذج المقاولاتية يتكون من مجموعة الأنشطة التي تسمح بإنشاء مؤسسة جديدة، والتي تتمثل فيما يلي : - البحث عن الفرص . - تجميع الموارد - تصميم المنتج موضوع الفكرة . - إنتاج المنتج . - تحمل المسؤولية اتجاه الاقتصاد والأفراد . كمـا عـرف دولنـق (Dollin 1995 (المقاولاتيـة بأنهـا "عمليـة خلـق منظمـة اقتصـادية مبدعـة مـن أجـل تحقيـق الـربح أو النمـو تحـت ظروف المخاطرة وعدم التأكد والاستفادة من فرص جديدة عامة" .
- المقاولاتيـة اسـتغلال للفـرص : مـع مطلـع التسـعينيات مـن القـرن العشـرين ظهـر تعريـف المقاولاتيـة علـى سـيرورة تحويـل الفرص إلى انطلاق الأعمال، " فالمقاولاتية كمجال بحث، يتمثل البحث عن فهم كيف يتم اكتشاف الفرص لإنتـاج مـواد وخـدمات لا توجـد حاليا ويتم تحقيقها واستغلالها؟ ومن طرف من؟ وما هي آثار ذلك؟ ." و أهم رواد هذا الاتجاه ( Shaneو Venkatarman 2000 ( يعرفـان المقاولاتيـة بأـا " العمليـة الـتي يـتم مـن خلالهـا اكتشـاف وتثمين لفرص التي تسمح بخلق منتجات وخدمات مستقبلية" . - تعريـف الفرصـة: حسـب Casson 1982 تعنـي الحـالات التـي تسـمح بتقـديم منتجـات، خـدمات ومـواد أوليـة جديـدة، بالإضافة أيضا إلى إدخال طرق جديدة في التنظيم، وبيعها بسعر أعلى من تكلفة الإنتـاج، عـن كطريـق المقـاول الـذي يتصـف بالقـدرة على اكتشاف الموارد غير المثمنة والتي يقـون بشـرائها ويعمـل علـى تنظيمهـا لبيعهـا علـى شـكل سـلع مثمنـة، ويـرى أن إدراك المقـاول لهذه الفرص يولد لدية تصور مقاولاتي لإنشاء مؤسسة بغرض استغلال الفرصة . كمـا عـرف Venkatarman 1997 المقاولاتيـة علـى حقـل أكـاديمي يسـعى لفهـم كيـف تنبثـق وتظهـر الفـرص الـتي تـؤدي إلى خلق مؤسسة أو مشروع جديد أو سلع وخدمات يتم اكتشافها وابتكارها بواسطة مجموعة من الأشخاص المقاولين .
- المقاولاتية من منظور خلق القيمة : وقد اقترح Morin يندرج ضمن ديناميكية للتغيير ويعرف من منظورين هما : - المنظـور الأول: ينطلـق مـن الفـرد ويعتـبره الشـرط الأساسـي في خلـق القـيم فهـو العامـل الرئيسـي في الثنائيـة إذ يقـوم بتحديـد طـرق الإنتاج، وبالتالي المقاول هو ذلك الشخص أو اموعة في صدد خلق قيمة كإنشاء مؤسسة جديدة، ولولاه لنا يمكن لهذه القيمة أن تتحقق . - المنظـور الثـاني: يعتـبر أن خلـق القيمـة مـن خـلال المؤسسـة الـتي أنشـأها هـذا الفـرد، تـؤدي إلى جعـل هـذا الأخـير مرتبطـا بالمشـروع المقاولاتي لدرجة أنه يصبح معرفا به، وتحتل القيمة مكانة كبير في حياتـه، إذ تـدفع المقـاول لـتعلم أشـياء جديـدة، وهـي قـادرة علـى تغيـير صـفاته وقيمه، فعند قيام الفرد بإنشاء مؤسسة أو تقديم ابتكار فإنه يصبح ملزمـا بالمشـروع الـذي أقامـه، أمـا عـن القيمـة المقدمـة فهـي تتمثـل في مجمـوع النتائج التقنية، المالية والشخصية التي تقدمها المؤسسة والتي تولد رضا المقاول والأطراف التي تتعامل معه والفاعلة . لقـد تطـور مفهـوم المقاولاتيـة وأصـبحت تأخـذ أكثـر مـن صـورة، حيـث يـري Fayolle Alain أن هـذه الظـاهرة يمكـن أن تأخذ الأشكال التالية : - إنشاء مؤسسة أو نشاط من طرف أفراد مستقلين أو من طرف مؤسسات . - اسـتعادة نشـاط أو مؤسسـة، تكـون فـي وضـع جيـد (سـليمة) أو تواجـه صـعوبات مـن طـرف أفـراد مسـتقلين أو مـن طـرف مؤسسات . - تطوير وإدارة بعض المشاريع( التي في خطر) في المؤسسات . - القيام بتسيير بعض الوظائف أو المسؤوليات داخل المؤسسات .
- المقاولاتية من منظور الابتكار: بالنسبة لـبعض الاقتصـاديين يعتـبرون أن المقاولاتيـة هـي حلقـة ضـائعة بـين الفكـرة وتجسـيد الفكـرة، فقـد ركـز شـومبيتر مـن خـلال نظريتـه " التفكيـك الخـلاق" علـى دور الابتكـار في العمليـة المقاولاتيـة، رغـم أنـه لا يوجـد إجمـاع حـول مفهومه، إلا أن هناك مفهوم ضيق ومفهوم واسع للابتكار ، فالمفهوم الضيق يعرف الابتكار على أنه مرتبط بالجوانب التكنولوجية، والعيب في هذا المنظور هو تضييق صور ونماذج المقاولاتية، لأن القليل من المقاولين يمكنهم ربطهم ذا التعربف الضيق للابتكار .
2 - أهمية المقاولاتيـة : إن الاهتمـام الكبـير بالمقاولاتيـة يعكـس الأهميـة البالغـة الـتي يمكـن الـتي تتميـز بـا هـذه الظـاهرة وذلـك مـن خلال الآثار الاقتصادية والاجتماعية ، فالمقاولاتية تتسم بدعمها للتنمية الاقتصادية ، من خلال الدور الذي تلعبه، ويمكن تلخيص ه فيما يلي :
1-2 الآثار الاقتصادية : - رفع مستوى الإنتاجية في جميع الأعمال والأنشطة : - خلق فرص عمل جديدة : - الإسهام في تنويع الإنتاج نظرا لتباين مجالات الإبداع لدى المقاولين : جديدة في أداء العمل . - نقل التكنولوجيا : - التجديد وإعادة الهيكلة في المشاريع الاقتصادية وتنميتها وتطويرها : - إيجاد أسواق جديدة : - زيادة القدرة على المنافسة : - المساهمة فيي النمو السليم للاقتصاد - توجيه الأنشطة للمناطق التنموية المستهدفة
2- 2 على المستوى الاجتماعي: - عدالة التنمية الاجتماعية وتوزيع الثروة : - امتصاص البطالة وتأمين فرص العمل : - المساهمة في تشغيل الم : رأة - الحد من النزوح الريفي نحو المدن. 3 - نحو فهم أوسع للمقاولاتية : 1-3 ثقافة المقاولاتية: تلعب ثقافة المقاولاتية دورا هاما في إرساء العملية المقاولاتية وتشجيعها لتحقيـق أهـداف النمـو الاقتصـادي، حيـث يقـترح اليـوم عـدد مـن الاقتصـاديين ومنظـري الفكـر المقـاولاتي أن تمـر عمليـة خلـق الثـروة عـبر تطـوير الثقافـة المقاولاتيـة الـتي تفضـل المبـادرة الذاتية في إعطاء الأولوية لتنمية العديد من القيم المقاولاتية . حيث يرى Batman سنة1997 أن الاقتصاديات التي شهدت نموا وازدهارا في أواخر القرن العشـرين كلهـا تتمـع بثقافـة الأعمـال وهي الثقافة التي يمكن أن توصف بالثقافة المقاولاتية .
3- تعريف ثقافة المقاولاتية : هي مجمل المهارات والمعلومـات المكتسـبة مـن فـرد أو مجموعـة الأفـراد، ومحاولـة اسـتغلالها وذلـك بتطبيقهــا في الاســتثمار في رؤوس الأمــوال بإيجــاد أفكــار مبتكــرة، وهــي تتضــمن التصــرفات، التحفيــز، ردود أفعــال المقــاولين، بالإضــافة إلى التخطيط، اتخاذ القرارات، التنظيم والرقابة، وترسخ هذه الثقافة من خلال ثلاث فضاءات مهمة هي: العائلة، المدرسة والمؤسسة . يعتبر تعريف Shein.H.E لثقافة المقاولة أكثر التعاريف انتشارا وتداولا ويعرفها بـ: "البنية التي تتشكل من المسلمات الأساسية التي تبتكرها، تكتشفها أو تصوغها مجموعـة معينـة عنـدما تـتعلم كيـف تواجـه مشـاكل التكيـف الخـارجي والانـدماج الـداخلي، وهـي مسـلمات أدت دورهـا بشـكل جيـد لدرجـة اعتـبرت معهـا كشـيء صـالح أو كشـيء يلقـن للأعضـاء بوضـعه طريقـة صـحيحة في الإدراك والتفكـير والإحسـاس في التعامل مع تلك المشاكل" . ويعرفهـا سـامي فيـاض العـزاوي بأـا: "مجموعـة المعتقـدات الخفيـة والظـاهرة مـن الطقـوس والشـعائر والرمـوز الـتي يعتنقهـا المشـاركون، الـتي يكون لها دور أساسي في كيفية ممارسة تلك الشعائر والطقوس واللغة والروتين والمنافسة ودرجة قبولهم لقادم ومـديريهم ودرجـة مشـاركتهم مـع قــــيم المنظمــة كمـا نجـد تعريـف لإ ليوجـاك Jacques.E لثقافـة المقاولـة حيـث اعتبرهـا: "طريقـة التفكـير والسـلوك الاعتيـادي والتقليـدي وتتميـز بتقاسمهـا واشتراكها بين أعضاء التنظيم وتعلم تدريجيا للأعضاء الجدد دف قبولهم في المقاولة " . فهي تعبر عن مجموعة من الصفات والمواقف المعبرة عن الرغبة في المبادرة والمشاركة في ما يراد القيام بـه وتنفيـذه، إذ ينظـر إليهـا كثقافـة خاصـة بخلـق المشـروعات كوـا تعمـل علـى إنتـاج الجديـد وإحـداث التغيـير، أو كثقافـة إنشـاء وبنـاء. ويمكـن تقسـيم الثقافـة المقاولاتيـة إلى ثلاثـة عناصر :
- المسبقات : وهي مجموع المعارف المتقاسمة بواسطة أفراد، والتي يكتسبها الفرد من محيطه والتي تساعد على ظهور الاستعدادات عند الأفراد .
- الاستعدادات: وهي مجموع الخصـائص النفسـية ، المواقـف والقـيم الـتي تظهـر عنـد المقـاول (المواقف،الإبـداع، الشـعور بالمسـؤولية، الثقة بالنفس، التضامن، الريادة،....)
- مهارات الخبرة والمعرفة: ومدى حسن التصرف مع الآخرين خاصة في العملية المقاولاتية . -
أهمية ترقية ثقافة المقاواتية: تتمثل فيما يلي :
جعل المقاولاتية خيارا مرغوبا في المسار المهني خاصة للائك الذي لديهم مهارات وقدرات خاصة وغير عادية . استدراك التأخر في خلق المؤسسات مقارنة ببلدان أخرى . تثمين الثروات الاقتصادية خاصة البشرية، واستغلالها لخلق الثروة . تحفيز التنافسية، الابداع والابتكار من أجل زيادة الإنتاجية والنمو الإقتصادي . تحسين قدرة الأفراد على التأقلم والاستجابة للتغيرات السريعة التي أصبح يعيشها العالم في شتى االات وينـدرج تحـت الثقافـة المقاولاتيـة عامـل التعلـيم عـبر مختلـف الأطـوار، حيـث يعتـبر محـورا أساسـيا في تنميـة المقاولاتيـة وتطـوير المهـارات والسـمات العامـة لهـا، لـذلك لابـد مـن اسـتثمار دور التعلـيم في تنميــة روح المقاولاتيـة في سـن مبكـر، مـن أجـل اكتشاف قدرات ومميزات الأشخاص القادرين على القيام بالعملية المقاولات .ية 2-1-3 مقومات ثقافة المقاولاتية: تتمثل هذه الثقافة في مجموعة من العوامل يمكن تلخيصها فيما يلي : - المحيط الاجتماعي: يعتبر المحيط الاجتماعي عنصرا مهما في الدفع نحو إنشاء المؤسسة نظرا لتركيبته المعقدة والثرية . - الأسرة: يمكن للأسرة أن تعمل على تنمية القدرات المقاولاتية لأبنائهـا ودفعهـم لتبـني إنشـاء المؤسسـات كمسـتقبل مهـني خاصـة إذا كان هؤلاء الآباء يمتلكون مشاريع خاصة عن طريق تشجيع الأطفال منذ الصغر على القيام ببعض النشاطات وتحمل بعض المسؤوليات . - المدرسـة: بالاضـافة إلى دورهـا التكـويني والتربـوي المعتـاد يتعـين عليهـا أن تقـيم جسـور الالتقـاء مـع المقاولـة وبالتـالي تشـكل قـاطرة التنمية من خلال انفتاحها على المقاولاتية وثقافة المقاولاتية لدى التلاميذ والطلبة . - الـدين: يعتـبر الـدين مـن بـين العوامـل الاجتماعيـة الـتي يسـتمد منهـا الفـاعلون الاجتمـاعيون الكثـير مـن القـيم والمعـايير، فقـيم العمـل وإتقانه وكذا الاعتماد على النفس في الحصول على القوت .....إلخ . - العادات والتقاليد: تعتبر العادات والتقاليد من العوامل المؤثرة على التوجه نحو إنشاء المؤسسات، فاتمعات البدوية تمارس الزراعة والرعي مع أبنائها كنشاط يقتاتون منه، أما الصناعات التقليدية والأنشطة التجارية فيتوارثها الأجيال .
- روح المقاولاتية: تعرف روح المقاولاتية على أنهاا الميزة التي تجعل الأفراد أكثر ارتباط بالمبادرة والنشـاط، فـالأفراد الـذين يملكـون روح المقاولة لهم إرادة تجريب أشياء جديدة لم تكن سابقا، والقيـام بأشـياء بطريقـة تختلـف عمـا هـو مـألوف بفضـل تميـزهم بقـدرتهم وإمكـانيتهم للتغـير. ولـيس بالضـرورة أن يكـون لهـؤلاء الأفـراد رغبـة في إنشـاء مؤسسـة، أو تكـوين مسـار مهـني مقـاولاتي، لأن هـدفهم يسـعى لتطـوير قـدرات خاصـة للتماشـي والتكيـف مـع التغيـير ، وهنـاك مـن يـرى أن روح المقاولاتيـة تتجسـد في تحديـد الفـرص وجمـع المـوارد اللازمـة والمختلفـة مـن أجـل تحويلها إلى مشروع مقاولاتي .
المحاضرة الثانية : المقاول، صفاته ومهاراته
1 تعريف المقاول: واستعملت الكلمة أول مرة في القرن السادس عشر بفرنسا (Entrepreneur ،(وتعني الشخص الذي التزم أو باشر ، أو تعهد . ونفس المصـطلح اسـتعمل في اللغـة الانجليزيـة توحيـدا للمعـنى وقـد تنـاول القـاموس العـام للتجـارة الـذي نشـر في فرنسـا ببـاريس سـنة 1723 مصـطلح المقاول وفق الكلمتين(entrepreneur et entreprendre (وعرفة على النحو التالي : - Entreprendrez :تعني تحمل مسؤولية عمل ما، أو مشروع أو صناعة ........... .إلخ - Entrepreneur :تعني الشخص الذي يباشر عملا أو مشروعا ما . - وفي القرن الثامن عشر عرف كونتيلون المقاول على أنه الشخص الذي يتحمل المخاطر ويتولى تمويل رأس المال . -أما سـاي - مـن أوائـل المنظـرين لهـذا المفهـوم - فقـد ميـز المقـاول علـى أنـه الشـخص المبـدع الـذي لـه قـدرة فائقـة علـى الإدارة، يـدير العملية الإنتاجية وينظم عناصر الإنتاج، وقدرته على إدارة أموال المشرو ع واتخاذ القرار بشكل سليم . - أمـا شـومبيتر سـنة 1950 عـرف المقـاول علـى أنـه الشـخص المبتكـر الـذي يـأتي بشـيء جديـد خاصـة في اـال التكنولـوجي ، فهـو اعتــبر أن المقــاولين يقــودون التطــور الصــناعي والنمــو الاقتصــادي علــى المــدى الطويــل، واســتعمل مصــطلح التفكيــك الخــلاق في ظــل النظــام الرأسمالي، واعتبر أنه المقاول المبدع هو الذي أدى إلى انتقال الاقتصاد الرأسمالي من حالة ثبات إلى حالة ديناميكية . - أما دركر سنة 1964 أعطى تعريفا موسعا، وعرف المقاول على أنه الشخص الذي يعظم الفرص ويستغلها . -كما أعطى Robert Petit ثلاث تعاريف لمصطلح المقاول على النحو التالي : - التعريف الأول: موافق للتعريف الذي قدمة القاموس الفرنسي كما ذكرناه سابقا . - التعريف الثاني: يعرف المقاول أنه الفرد الذي يكلف بتنفيذ عمل . - التعريـف الثالـث: عـرف المقـاول أنـه كـل فـرد يـدير مؤسسـة لحسـابه الخـاص، ويضـع مختلـف عوامـل الإنتـاج (الأعـوان الطبيعـين، رأس المـال والعمل،...)، دف بيع سلع أو خدمات . -2 خصائص المقاول : 1- 2 الخصائص الشخصية: - الطاقة الحركية: أمر ضروري لايمكن الاستغناء عنه لأن عمليـة إنشـاء مؤسسـة تتطلـب بـذل جهـد لابـأس بـه ويئـة الوقـت والطاقـة اللازمـة للقيام بالأعمال . - القـدرة علـى احتـواء الوقـت وتنظيمـه: مـن الضـروري لصـاحب الفكـرة أو المشـروع القيـام بمجموعـة مـن الأعمـال في الوقـت الحاضـر، والـتي يكون لها تأثير في المستقبل. فلا يمكن أن نتصور نجاح المشروع دون التفكير في المستقبل وتحديد الرؤية على المدى المتوسط والطويل . - القدرة على حل مختلف المشاكل: - التفاؤل وتقبل الفشل, - قياس المخاطر - التجديد والإبداع: كما أن هناك صفات أخرى يجب أن يتمتع ا المقاول، ويمكن تلخيصها فيما يلي : - الثقة بالنفس: - الاندفاع للعمل: - الالتزام : - الاستعداد والميل نحو المخاطر: إن أهم ما يجب أن يتمتع المقاول هو الشجاعة والمخاطرة، بالعمل الشاق وانتهاز الفرص السانحة دون كلل أو ملل . كما أن هناك مجموعة منها الرغبة في النجاح، الاستعداد الطوعي للعمل ساعات طويلة كما يجب أن يتميز بالمنهجية والنظام . 2-2 الخصائص السلوكية: يمتلك المقاول نوعين من المهارات السلوكية، وهي : - المهارات التفاعلية: وتتمثل هذه المهارات الإنسانية من حيث بناء وتكوين علاقات إنسانية بين العاملين والإدارة والمشرفين على الأنشطة والعملية الإنتاجية، والسـعي لإيجـاد بيئـة عمـل تفاعليـة تسـتند إلى التقـدير والاحـترام والمشـاركة في حـل المشـكلات وتنميـة الإبـداع وإقامـة قنـوات اتصال فعالة وهذه المهارات توفر الأجواء لتحسين الأداء . - المهارات التكاملية: يجب أن يسعى المقاول باستمرار إلى تنمية مهارام التكاملية بين العـاملين، حيـث تصـبح المؤسسـة أو المشـروع وكأنـه خلية عمل متكاملة وتضمن إنسانية الأعمال و الفعاليات بين الوحدات . - الخصائص الإدارية: وتتمثل هذه الخصائص فيما يلي : - المهارات الإنسانية: وتتمثل في المهارات الخاصة بالتعامـل الإنسـاني والتركيـز علـى إنسـانية العـاملين، ظـروفهم الإنسـانية والاجتماعيـة ويئـة الأجـواء الخاصـة بتقـدير واحـترام الـذات فضـلا عـن احـتر ام الـذات والمشـاعر الإنسـانية والكيفيـة الـتي يـتم فيهـا اسـتثمار الطاقـات مـن خـلال بنـاء بيئة أعمال ترتكز على الجانب السلوكي والإنساني مما ينعكس على أداء المشروع . - المهــارات الفكريــة: تتطلــب إدارة المشــروعات مجموعــة المهــارات الفكريــة وامــتلاك المعــارف والجوانــب العلميــة والتخطيطيــة والرؤيــا لإدارة مشروعه والقدرة على تحديد السياقات والنظم وصياغة الأهداف على أسس رشيدة وعقلانية . - المهـارات التحليليـة: وـتم بتفسـير العلاقـات بـين العوامـل والمتغـيرات المـؤثرة حاليـا ومسـتقبليا علـى أداء المشـروع وتحليـل الأسـباب وتحديـد عناصر القوة والضعف الخاصة بالبيئة الداخليـة للمشـروع، والتهديـدات المحيطـة بالمشـروع في البيئـة الخارجيـة، وتحديـد ذلـك علـى المركـز التنافسـي للمؤسسة، وكذلك تحليل سلوكيات المنافسين وتصورام المستقبلية وسلوكيات المستهلكين وأثر ذلك على الحصة السوقية للمشروع . - المهارات الفنية: تتمثل في المهارات الأدائية ومعرفة طبيعة العلاقـات بـين المراحـل الإنتاجيـة والمهـارات التصـميمية للسـلع ومعرفـة كيفيـة أداء الأعمال خاصة ما يتعلق بتصميم المنـتج وكيفيـة تحسـين أدائـه وكـل مـا يـرتبط بالجوانـب الفنيـة والتشـغيلية ومعرفـة كيفيـة تركيـب الأجـزاء وصـيانة بعض المعدات . 3-2 سلوكيات المقاول : هناك مجموعة من السلوكيات التي يتمتع ا المقاول الناجح يمكن تلخيصها فيما يلي : - البحث عن مصادر الفرص . - أخذ المبادرات . - السعي لحل المشكلات والابداع . - إمكانية الإدارة الناجحة مع الحكم الذاتي . - تحمل المسؤولية . - السعي لتجميع الموارد والجهور من أجل استثمارها . - أخذ المخاطر المحسوبة . ويلخـص كـل مـن |R,Hisrich و M ,Peters في مؤلفهمـا المقاولاتيـة أهـم الصـفات والسـلوكيات الـتي يتصـف ـا المقـاول الناجح
المحاضرة الثالثة: الابداع والابتكار كمحور للمقاولاتية
1 - أهميـة الابـداع والابتكـار:
ا لإبـداع و الابتكـار ( علـى إختلافهمـا) همـا مـن الأدوات الأساسـية في تطـوير الأعمـال و المؤسسـات. فالإبـداع قـد يثـري الشـركة أو المنـتج أو الخدمـة بأفكـار تعطـي ميـزة تنافسـية تزيـد المبيعـات. أمـا الإبتكـار فإنـه كفيـل بخلـق ثـورة في المنتجـات أو الخدمات التي تطرحهـا الشـر كة مـن خـلال إعـادة تصـميم بيئـة العمـل الحاليـة لإدخـال تعـديلات علـى المنـتج أو إبتكـار منـتج جديـد مـن المـواد و الأدوات الموجودة أصلا. لقـد بينـت الدراسـات والأبحـاث الاقتصـادية أن عمليـة الإبـداع والابتكـار هـي عمليـة اسـتراتيجية هامـة للاقتصـاد، لأـا تحـرك النشـاط الاقتصادي وتمنحه نفسا قويا، فرواد الأعمال الصغيرة والمتوسطة هم من يبتكرو ن في المنتجات والخدمات ويساهموا في إيجاد فرص عمل جديدة وعدد كبير من الأعمال وعليه أصبحت معظم الاقتصاديات تمنح فرصا لتشجيع رواد الأعمال نحو ابتكار منتجات وخدمات تدفع باقتصادها نحـو النمـو. وتعتـبر عمليـتي الإبـداع ( Invention (والابتكـار ( Innovation (المحـرك الرئيسـي للنشـاط المقـاولتي، لأنـه في الواقـع تسـعى المؤسسات لكسر الروتين والخروج من حالة المنافسة التامة وكسب ميزة تنافسية للحصول على مكانة وحصة هامة في السوق، فتعتمد البحـث والتطوير اللذان يرتكزان على عمليتي الإبداع والابتكار . -2 مفهوم الإبداع : 1- 2 تعريـف الابـداع: هـو عمليـة ذهنيـة ـدف إلى خلـق أعمـال أو أشـياء جديـدة لم تكـن موجـودة مـن قبـل وغـير مألوفـة، ويـرى البعض أن مفهوم الإبداع هو المبادرة التي يبديها الفرد بقدرته على الخروج عن المألوف والروتين . وأشار الباحثان ( Daft و Noe ( إلى أن الابداع هـو القـدرة علـى جمـع أو مشـاركة المعلومـات بطـرق تطـوير أفكـار جديـدة، وبعبـارة أخرى هو تطوير الأفكار الابتكارية التي تعكس الحاجات المدركة وتستجيب للفرص في المنظمة، وهو يعتبر الفكرة الأولى للابتكار ويساهم في نجاح المنظمة على المـدى الطويـل، كمـا أنـه يحسـن مـن عمليـة صـنع القـرار مـن خـلال تشـجيع العصـف الـذهني كأحـد الأسـاليب المسـتخدمة في جمع أفراد الس معا لتطوير أفكار جديدة بحرية وعفوية دون انتقاد . وهناك عدة تعريف منها : يعتبر Schumpeter أول من ركـز علـى الابـداع فـي الاقتصـاد كمـا رأينـا سـابقا، وعـرف مصـطلح الابـداع "بأنـه الحصـيلة الناتجة عن ابتكار طريقة أو نظام في الإنتاج يؤدي إلى تغيير مكونات المنتج وكيفية تصميمه" . وقد صنف شومبيتر الابداع إلى خمسة أصناف، وهي : - إنتاج منتجات جديدة استجابه لطلبات مستقبلية . - الكشف عن طرائق جديدة في الإنتاج لم تكن معروفة من قبل تسهم في تخفيض التكاليف . - إيجاد منفذ جديد لتصريف المنتجات . - اكتشاف مصدر جديد للمواد الأولية . - إيجاد تنظيم جديد . ومن الصفات الأساسية للمبدعين نذكر : - العقـل المتسـائل الخـلاق: وهـي صـفة تولـد مـع الإنسـان وتعززهـا التربيـة والتـدريب المبكـر فهـي صـفة محـيرة لأـا تتحـدى فضـول الأسرة، حيث ينتمي شخصان لنفس الأسرة إلا أن أحدهما يتمتع بعقل متسائل بينما الثاني لا يتمتع بذلك، فهو عقل خلاق لا يقبل بإجابة واحدة وسهلة بل يبحث في الأعماق لإيجاد البدائ .ل وبذلك يمنح العقل القدرة على توليد عدد كبير من الأفكار والبـدائل والتصـورات المتعـددة والمتنوعة والتي يمكن تركيب بعضها البعض لتصل في النهاية للأفكار الإبداعية الإبتكارية . - القدرة على التحليل: - النشاط المتميز: - المرونة: 2-2 خصائص الابداع: - الإبـداع يعـني التمـايز وهـو الإتيـان بمـا هـو مختلـف عـن الآخـرين مـن المنافسـين المباشـرين، ـدف إنشـاء شـريحة سـوقية مـن خـلال الاستجابة المتفردة بحاجاا عن طريق الابداع . - الجدية و الحداثـة : الإبـداع وهـو يمثـل الجديـد كليـا أو جزئيـا في مقابـل الحالـة القائمـة، كمـا يمثـل مصـدر التجديـد للمحافظـة علـى حصة المؤسسة في السوق وتطويرها . - الإبداع هو التوليفة الجديدة، وهو الاتيان بالجديد كليا أو جزئيا في مقابل الحالة القائمة، كما يمثل مصدر التجدد من أجل المحافظة على حصة الشركة السوقية وتطويرها . - الإبداع هو أن يكون الفرد المبدع هو الذي يتحول في السوق، لأنه الأول قبل الآخرين الذي توصل إلى الفكرة والمنتج والسوق . - الابـداع هـو القـدرة علـى اكتشـاف الفـرص وهـو يمثـل نمطـا مـن أنمـاط الإبـداع الـذي يسـتند علـى قـراءة جديـدة ومختلفـة للحاجـات والتوقعات . - الابداع هو خلق ل لمنفعة أو القيمة . - الابداع هو ورؤية خلاقة لاكتشاف قدرات المنتج الجديد في خلق طلب فعال واكتشاف السوق الجديد الذي هو غير موجود. 3-1 مراحل الابداع: هناك أربعة مراحل أساسية يمر ا الابتكار : - مرحلة الاعداد: تنشأ هـذه المرحلـة بـإدراك الشـخص لوجـود مشـكلة، اسـتنادا إلى مكتسـباته ومعارفـه العلميـة وخبرتـه في الميـدان، ممـا يسمح له بتكوين وتجسيد قاعدة تشكل منطلقا لأفكار جديدة . - مرحلة التركيز:ويتم في هذه المرحلة الاحاطة الجيدة بجوانب المشكلة، دون وجود بوادر لحلها . - مرحلـة الاحتضـان: تت ميـز هـذه المرحلـة بـالتفكير اللاشـعوري للمشـكلة، عـن طريـق تحويـل التفكـير إلى أشـياء أخـرى في لحظـات غـير محددة، كالاستيقاظ من النوم أو عند ممارسة نشاط ما . -مرحلة الالهام: يظهر الحل في هذه المرحلة بشكل فجائي غير متوقع . - مرحلة التحقيق: يختبر المبدع في هذه المرحلة صحة وجود ابتكاره من خلال التجريب، وقد يجري بعض التعديلات أو التغييرات من أجل تحسين ابتكاره . 4-2 آثار الإبداع في المؤسسة: ويمكن تلخيص الآثار الإيجابية للابداع فيما يلي : - تحسين أداء المؤسسة : - تحسين التنظيم الإداري في المؤسسة : يعمل الإبداع على ترسيخ العمل الجماعي بين أفراد المؤسسسة. - تدعيم تنافسية المؤسسة :يعمل الإبداع على إكتساب المؤسسة مزايا تنافسية تعزز مركزها التنافسي في السوق، و هذا مـن خـلال تحسـين جودة المنتجات و تقليص التكاليف أي تخفيض الأسعار ، - مواكبـة التطـور التكنولـوجي :يـؤدي الإبـداع التكنولـوجي إلى قـدرة المؤسسـة علـى مواكبـة التطـور التكنولـوجي، وذلـك مـن خـلال تكثيـف نشاطات البحث و التطوير ، قصد التحسين المستمر لمنتجاا، وبالتالي تمديد دورة حياا . - الابتكـار: هنـاك علاقـة تلازميـة بـين الإبـداع والابتكـار، أي أن وجـود أفكـار مبدعـة لا يكـون إلا مـن خـلال أفـراد مبتكـرين وفـرق عمل تبحث عن التميز، حيث أم على أساس عملية الابتكار يقومون بالمحافظة على ديمومـة المؤسسـة، فالابتكـار مهـم للمؤسسـة ولا يمكنهـا المحافظة على حصتها في السوق إلا من خـلال اعتمـاد الابـداع والابتكـار، وهنـاك مـن يعـبر عـن العلاقـة بـين الابـداع والابتكـار بالعلاقـة التاليـة: الابتكار يساوي الابداع والتطبيق . ان جميع الابتكارات تبدأ أصلا بأفكار إبداعية حيث يعمل الابتكـار علـى هـذه الأفكـار بإحـداث تغيـيرات معينـة ملموسـة في المنـتج، و هكـذا يصـبح الابتكـار Innovation التطبيقـات الناجحـة للأفكـار الإبداعيـة في أي مؤسسـة أو منظمـة ، ومـن هنـا يكـون الإبـداع أو الأفكار الإبداعية انطلاقة للابتكـار، فهـو ضـروري للابتكـار ولكنـه غـير كـاف في حـد ذاتـه حيـث ينبغـي أن يـتم فحـص الأفكـار وتجريبهـا علـى 1 أرض الواقع للتعرف على فعاليتها والعمليات المرتبطة ا وطرق إدارة هذه العمليات بأقل تكلفة وجهد . تعريف الابتكار: لا يوجد اتفاق على تعريف الابتكار إلا أنه يمكن تعريفه على أنه"الاتيان بالجديد الذي لم يكن معـروف مـن قبـل 2 وتطبيقه على أرض الواقع" ، وهو عملية تطبيق للابداع و إنشاء قيمة مضافة بتطوير أعمال أو أشياء تم اختراعهـا مـن قبـل. وتعـرف مؤسسـة التعـاون الاقتصـادي والتنميـة الابتكـار في المؤسسـات علـى أنـه مجمـوع مـن الطـرق العلميـة، التكنولوجيـة، التنظيميـة، الماليـة والتجاريـة الـتي تمكـن 3 المؤسسة من طرح منتجـات جديـدة أو محسـنة في السـوق ف. كـل ابتكـار يبـدأ بأفكـار مبدعـة، والإبـداع يكـون إمـا مـن طـرف الأفـراد أو الفـرق والذي هو نقطة بداية الابتكار فالأول ضروري لكنه غـير كـاف، ويشـكل الإبـداع أحـد مـدخلات الإبتكـار ، بحيـث الإبـداع هـو عمليـة عقليـة تؤدي إلى إنتاج أفكار جديدة . أما الإبتكار هو عملية التطبيق الإيجابي لتلك الأفكار الإبداعية . - تصنيف الابتكار حسب نمط النشاط في المؤسسة: وهو على النحو التالي : • الابتكار في الإنتاج: يظهر الابتكار في كل مجالات الإنتاج، فقد يتمثل في خلق مشروع جديد أو إعـادة تشـكيل منتوجـات كانـت موجودة بطريقة متطورة أو مختلفة، بحيث يعرض المنتج خصائص جديدة على الزبائن مزايا جديدة، • الابتكار في إجراءات الإنتاج: يمكن صنع المنتوج بتكنولوجيا جديدة، أو سيرورة إنتاج غير معروفة، فقد يتجسد الابتكار في شكل تجهيزات جديدة للإنتاج، أو إدخال مادة أولية مختلفة، أو تنسيق جديد بين مختلف التجهيزات. • الابتكار التنظيمي: يمكن للابتكار أن يحول التنظـيم إلى تنظـيم يسـتجيب بسـرعة لتـدفقات الطلـب وتقلـيص التخـزين في آن واحـد، يؤدي إلى تشجيع العمل الجماعي ويضمن مرونة كبيرة في إنجاز المهام، • الابتكار في التوزيع: يمس الابتكار في التوزيع كل العناصر التجارية للمؤسسة، وكذا النقل والمستودعات وغيرها.
المحاضرة الرابعة: محفزات الابداع والابتكار
-1 العوامل المساعدة على الإبداع والابتكار في المؤسسة :
هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشـر علـى مسـتويات الابداع ولابتكار في المؤسسة منها : - الخصائص الشخصية: تلعب الخصائص الشخصية دورا مهما للفرد المبتكر، فهم يتميزون بمجوعة من السمات تختلف عن غيرهم أهمها : - حب الاطلاع . - يتحدون الطرق التقليدية لأداء الأشياء . -يفضلون النظر إلى أبعد من الإطارات المرجعية والتفكير . - يأتوا بتصورات جديدة في طرق مواجهة المشاكل والفرص . - مجموعة العوامل التنظيمية: ، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي : القيـادة : تعتـبر طبيعـة القيـادة مـن أهـم العوامـل الـتي تـؤثر في القـدرة الإبداعيـة للمؤسسـة بحيـث المؤسسـات الـتي لهـا قـادة يتمتعـون بالصفات القيادية الكفأة ، و تعمل على تحفيز المشاركة تكون فيها القدرة على الإبداع عالية . " 1 نيفين حسين محمد ، ندى الهاشمي - مرجع سبق ذكره .6ص - 2 Rachid Zammar,op,cit,p06. 3 صندرة سايبي، " الابداع والابتكار في المؤسسات الاقتصادية - واقع وتحديات - " مرجع سبق ذكره ص - 310 . الهيكل التنظيمي : يؤثر الهيكل التنظيمي تأثير مباشر على مستوى القدرة على الإبداع في المؤسسة ، و ذلك من خلال الطريقة التي يتم بموجبها تنظيم المؤسسة سواء كانت بطريقة لا مركزية أو مركزية . ثقافـة المؤسسـة : تشـكل ثقافـة المؤسسـة كمـؤثر علـى القـدرة الإبداعيـة ، و أصـبح شـيء مؤكـد عنـد المختصـين أن التغيـير التنظيمـي يشمل على التغيير الثقافي . - البيئة الاجتماعية والسياسية: التفاعل القائم بين الفرد واتمع هو الذي يحدد شخصية الفرد المبتكر و تطـور سـلوكه، وينطلـق هـذا التفاعـل علـى مسـتوى الأسـرة الـتي تشـكل البيئـة المـؤثرة الأولى للفـرد المبتكـر، ثم يـأتي بعـدها دور المؤسسـات والمنظومـات التعليميـة والثقافيـة في تحفيز الفرد على الاهتمام بالإبداع والابتكار من خلال وسائل التربية والتوجيه الثقافي والحوافز، - مؤسسات البحث والتطوير في المجتمع:تلعب مراكز البحث والجامعات دورا مهما في تشجيع البحـث مـن خـلال خلـق وتعزيـز مكانة الباحثين المتميزين والمبتكرين في اتمع، وتنقسم هذه المؤسسات إلى : •الهياكل العمومية: وتشمل مؤسسات البحث والتطوير التابعة للدولة و مديريات البحث التطبيقي في المؤسسات الاقتصادية العمومية، و تضم المخابر العلمية في الجامعات، مراكز البحث التطبيقي الجهوية والوطنية. •الهياكل الخاصة: وتشمل مقاولات القطاع الخاص والتي تنشأ هياكل البحث، الاختراع والابداع التكنولوجي، بالاضـافة إلى المبـدعين الأحرار ذوي المواهب والقدرات الابداع. •نظـام بــراءة الاختــراع: كمـا يلعـب نظـام بـراءة الحقـوق الفكريـة وبـراءة الاخـتراع دورا فعـالا في إيجـاد البعـد المؤسسـي لحمايـة حقـوق المبتكرين والمؤسسات الابتكارية. •التمويل اللازم: حيث يلعب وجود رؤس الأموال وآليات الدعم المالي دورا مهما، خاصة ما يتعلق بالابتكارات ذات المخاطر العالية جدا . أما على مستوى المؤسسة لابد من: - وضع هيكل تنظيمي يشجع حرية التفكير و تنمية روح المبادرة و المشاركة و احترام افكار العمال . - الاعتراف بالفروقات الفردية في المؤسسة . -متابعة و مكافأة الأفراد لأفكارهم الإبداعية ، و ذلك من خلال حوافز مادية و معنوية . - تطور تكنولوجيا المعلومات و الذي انعكس إيجابـا علـى أنشـطة الإبـداع و التطـوير حيـث تسـاهم الإنترنـت مـثلا في تقـديم خـدمات في مجـال التصاميم و التحسين و غيرها في مختلف المؤسسات . - البحث و التطوير و الذي يتعلق يتلك اهودات الموجهة نحو زيادة المعرفة العلمية، و إستخدامها في تطبيقات جديدة في النشاط الإنتاجي ، مما يعمل على تحقيق الإبداع في المنتجات و الأساليب .
المحاضرة الخامسة : المقاولاتية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
تفرض التغيرات الحالية على المؤسسات أن تركز أكثر فأكثر على الحرف والمهارات الأساسية الفردية في نشاطها، والتوجه نحـو تنميـة المؤسسـات الصـغيرة والمتوسـطة والعمـل علـى اسـتمراريتها وديمومتهـا، ممـا يتوجـب علـى المؤسسـات والأفـراد التعامـل مـع ظـاهرة المقاولاتيـة بشـكل إيجابي داخل المؤسسة لتحقيق هذه الغاية .
- 1 -الفرق بين المقاولاتية والمؤسسات الصغيرة :هناك تشابه بين المشاريع المقاولاتية والمشاريع الصغيرة فكل منهما تمتلك مزايا
تخـدم وتحقـق مختلـف الوظـائف الاقتصـادية وتـؤمن فرصـا للعمـل والنمـو الاقتصـادي والاجتمـاعي، حيـث تتميـز المشـاريع المقاولاتيـة عـن بقيـة
المشاريع باعتمادها على الإبداع والابتكار ،وقد اشار العديد من الاقتصاديين إلى وجود نوعين مـن المشـاريع الصـغيرة وهمـا: المشـاريع الصـغيرة
التقليدية أو النمطية و المشاريع الصغيرة النامية أو هي المشاريع المقاولاتية أو غير النمطية وكما يسميها البعض المشاريع الريادية .
الجدول : أوجه التشابه والاختلاف بين المقاولاتية والمؤسسات الصغير ة
أوجه التشابه أوجه الاحتلاف
المعيار المعيار المقاولاتية المؤسسة الصغيرة
الابداع - تـــــرتبط المقاولاتيـــــة بالابـــــداع في
نشاطها
لا ترتبط بالابداع
كلاهما عبارة عن إنشاء مؤسسة بصفة قانونية النمو تم المقاولاتية بالنمو السريع لا ـــــــــتم المؤسســـــــــات
الصغيرة بالنمو السريع
قـد تصـبح المؤسســة المقاولاتيـة مؤسسـة نمطيــة إذا
قلدت منتجاا بشكل واسع
الأهداف أهـــدافها أكـــبر مـــن أهـــداف م.ص
فأهدافها استراتيجة
أهداف بسيطة
كلاهما له نسبة مخاطرة الحجم قد يكون في البداية وقد يكون كبير صغير الحجم
يسعى صاحب كل منهما إلى تحقيق ربح السوق محليــــ ـة ودوليـــــة حســـــب الطلـــــب
والتسويق
سوقها في الغالب محلية
تلعبان دورا مهما في النمو الاقتصادي المخاطرة ارتفـــاع نســـبة المخـــاطرة لأـــا تـــأتي
بالجديد
عنصر المخاطرة أقل
الأرباح أربــاح احتكاريــة ناتجــة عــن حقــوق
الابتكار
أرباحها عادية
التسيير في غالــب الأحيــان تكــون مؤسســة
فردية
مجلس الإدارة
ملاحظة: في الدول النامية تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مشاريع مقاولاتية، لأن مرحلة النمو التي تمر ا هـذه الـدول تعطـي
للمؤسسات الصغيرة التقليدية العديد من ميزات المشاريع المقاولاتية.
2 - الحاجة إلى المقاولاتية للمحافظة على ديمومة المشاريع الصـغيرة: أصـبحت المقاولاتيـة ضـرورة في ظـل التغـيرات العميقـة الـتي
أصبح يشهدها العالم، وقد تميزت الحقبة الأخير خصوصا مع بداية القرن الحالي ميولا كبيرا للاقتصاديات نحو المقاولاتية لمـا لهـا مـن آثـار إيجابيـة
من حيث النمو وحماية الاقتصاد من صدمات الشركات العظمى
- معلم: Omar OULD ABED