سنحاول من خلال مقرّر الجغرافيا السياسيّة للمتوسط التعرّض إلى أهم الإسهامات المعرفيّة التي قدّمها باحثو الجغرافيا السياسيّة في سبيل فهمهم لجغرافيّة السياسة ولسياسيّة الجغرافيا، وتطبيقاتها على المنطقة الأورومتوسطيّة. فالجغرافيا السياسيّة، وإن لم يتم الحسم في تعريفاتها ولا في مواضيعها البحثيّة ولا حتى في شرعيّة استخدامها منظورًا تحليليًا، إلا أنّها لا تزال مفيدة لباحثي السياسة ليوسّعوا مداركهم وفهمهم لمختلف الظواهر الموصوفة بأنّها 'ساسيّة'. إنّ الهدف الرئيسي من المقرّر يتمثل في تمكين طلبة ما ستر الدراسات الأورومتوسطيّة من الاستخدام الجيّد للأدوات التحليليّة للجغرافيا السياسيّة لفهم الفضاء الإقليمي الذي هم بصدد التخصّص في شؤونه. والأهم، أنّها ستساعدهم على تجاوز التعميمات التي عادة ما يقع فيها المحقّقون في شؤون المتوسّط، بتقديمه مجموعة مؤلفة من بحر وبلدان مُحيطة به مرهونة بمواجهة كبرى بينها؛ بين بلدان وفاعلين آخرين أوروبيين يتمركزون في شماله وبلدان وفاعلين آخرين يتمركزون في جنوبه. هذه المواجهة المتخيّلة أضعفت فهمنا للطبيعة المعقّدة للظواهر السياسيّة الطارئة على ضفتيّ المتوسّط ، ونعني بالظواهر السياسيّة ليس فقط جانب النّزاعات والحروب ولكنّها الظاهرة السياسيّة في بعدها الشامل؛ الإقتصاديّة، العسكريّة، الثقافيّة، المجتمعيّة وغيرها.

محاور المقرّر:

* المحور الأول: المنطقة الأورو-متوسطيّة: ميزات المنطقة جغرافيًا، سياسيًا، ثقافيًا...

* المحور الثاني: لجغرافيا السياسيّة مجالًا بحثيًا: في النشأة التاريخيّة وسجالاته الفكريّة

* المحور الثالث: في المشكلات المتوسطيّة من منظور الجغرافيا السياسيّة