تعتبر العلاقات الدولية من بين الحقول المعرفية، والمواد الدراسية المعقدة، وذلك بسبب تشابك مواضيعها

واتساعها، ومن هذا المنطلق تظهر أهمية المناهج في دراسة العلاقات الدولية، مع التأكيد على أنه ليس هناك

منهاج واحد يستطيع تفسير الظواهر السياسية على المستوى الدولي. لقد ظهرت في هذا السياق، اتجاهات ترمي

إلى إيجاد مجموعة من المناهج العلمية لدراسة العلاقات الدولية، وتقوم هذه الاتجاهات على محاولة تحقيق مبدأ

الارتباط والتكامل بين الكثير من العوامل التي تؤثر في الواقع الدولي. وعليه فإنّ هذه المادة الدراسية المقررة

ضمن برنامج السنة الثالثة ليسانس علاقات دولية، تهدف بالأساس إلى تعريف الطالب بطبيعة هذه المناهج،

وتمكينه من إسقاطها على مجمل الظواهر الدولية بغية فهمها وتفكيك تشابكاتها وتعقيداتها. وبعد أن اختص

السداسي الأول في هذه المادة في هذه السنة الدراسية إلى تناول المناهج التقليدية في دراسة العلاقات الدولية،

سيحاول السداسي الثاني دراسة مناهج العلاقات الدولية بعد المرحلة التقليدية، أو التي تطورت في سياق الثورة

السلوكية، وما بعدها، في محا ولة لتمكين الطالب من معرفة الأطر المنهجية والمعرفية التي تطورت في سياق

تطور المعرفة عامة، وعلم العلاقات الدولية بصفة خاصة.