باسم الله الرحمن الرحيم

"رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ". صدق الله العظيم

   بعد باسم الله و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد عليه  ازكي الصلاة و السلام وعلى آله وصحبه و من تبع هداه إلى يوم الدين ، نبدأ مقياس سبل حل النزاعات الدولية  للسنة أولى ماستر قانون دولي  

  تعد النزاعات إحدى الإشكاليات الأكثر تعقيدا  في العلاقات الدولية  ، بل وأصبحت تطبع العلاقات الدولية بطابعها خلال هذا العصر ، إذ تسعى كل دولة ولاسيما الدول ذات النفوذ القوي لبسط نفوذها على الدول الضعيفة عسكريا وذات الموقع الاستراتيجي الهام،و في الحقيقة أن ما يشهده عالمنا المعاصر من نزاعات ما هو إلا امتداد لما اتسمت به العلاقات بين الحضارات القديمة (الحضارة اليونانية, والرومانية, والحضارة الإسلامية)   من نزعة عدائية ،إذ كانت كل دولة تسعى لبسط نفوذها على الدول الأخرى, وقد استمرت تلك العلاقات إلى العصور الوسطى، إذ نشبت حرب الثلاثين عاماً  وانتهت بمعاهدة وستفاليا عام 1648, تعد معاهدة وستفاليا نقطة الانطلاق في تاريخ العلاقات الدولية المستندة إلى مبدأ المساواة بين الدول, وكانت حجر الأساس في إعداد قواعد القانون الدولي.

   و أمام هذا  الواقع  الذي يعرف  الكثير من النزاعات في مختلف العلاقات  الدولية ، فقد سعى المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية  لإيجاد طرق لحل هذه النزاعات بوسائل ودية، تجنبا للحرب باعتبارها الوسيلة الأخيرة، لتدافع الدول عن سيادتها على إقليمها، وبالتالي الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ،

  علما أن  القانون الدولي و منذ نشأة عصبة الأمم في عام 1919, قد أقر مبدأ تسوية النزاعات بالطرق السلمية, وعقد مؤتمران دوليان لاستبدال الحرب والإكراه بالوسائل السلمية, هما مؤتمر لاهاي عام 1899 وعام 1907, لكنهما لم يجرما الحرب, بينما تم الاعتراف بعدم شرعية الحرب لأول مرة في مؤتمر باريس عام 1920, وعدَّت الحرب جريمة دولية في أعقاب الحرب العالمية الأولى والثانية إثر الخسائر البشرية والمادية التي مني فيها المجتمع الدولي, كما تم حظر اللجوء إلى القوة المسلحة, فضلاً عن تشريع حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية ضمن ميثاق الأمم المتحدة.  

    و عليه  فإن حل النزاعات الدولية في الوقت الحالي يعتمد على قواعد القانون الدولي التي تستند إلى المعاهدات والأعراف الدولية في إطار قانوني معين وهو ما سنعمل على تبيانه وفقا للمحاور التالية :

المحور الأول :  الإطار المفاهيمي للنزاعات الدولية

              1 _ المقصود بالنزاعات الدولية

              2_ عناصر النزاعات الدولية

              3_ صور النزاعات الدولية

              4_ إتجهات النزاعات الدولية

              5_ الاثار المترتبة عن النزاعات الدولية

المحور الثاني : الاطار المفاهيمي للقانون الدولي لحل و تسوية النزاعات الدولية

             1_ تعريف القانون الدولي لحل النزاعات الدولية

            2  _ التمييز بين حل و تسوية النزاعات الدولية في إطار القانون الدولي

            3_ مبادئ القانون الدولي لحل النزاعات الدولية

المحور الثالث : الوسائل التقليدية و البديلة لتسوية النزاعت الدولية

أولا : الوسائل التقليدية لتسوية النزاعا الدولية

أ_ الوسائل السياسية لتسوية النزاعات الدولية

           1 _ المفاوضات

           2_ المساعي الحميدة

           3_ الوساطة

ب_ الوسائل القضائية

         1_ القضاء الدولي

        2_ التحكيم الدولي

ثانيا ، الوسلئل البديلة لتسوية النزاعات الدولية

        1_ التحقيق

        2_ التوفيق

        3_اللجنة الدولية لتقصي الحقائق

        4_ تسوية النزاعات الدولية بواسطة المنظمات الدولية

       5_ تسوية النزاعات الدولية بواسطة المنظمات الاقليمية