يهدف هذا المقرر إلى إبراز العلاقة بين تكنولوجيات الاعلام والاتصال التي أصبحت أمراً واقعاً لا يمكن تجاهله من جهة والحكومة الالكترونية من جهة ثانية، هذا المفهوم الأخير الذي ارتبط بالعصر الراهن من خلال قيامه على تجنب الاخفاقات المتتالية التي ارتبطت بضخامة الجهاز البيروقراطي الذي كرس لحالة من الرتابة والجمود لا تتماشى والتطورات المعاصرة المقترنة مع العولمة، وهو ما خلق هوةً بين تطلعات المتعاملين من جهة والخدمات البيروقراطية من جهة ثانية.

إن الضغط على الحكومات نتيجة زيادة عدد السكان من جهة وزيادة الحاجيات الانسانية من جهة ثانية، ساهم في تعزيز الضغط على الحكومات، وهو ما يستدعي ضرورة الاستفادة من التكنولوجيات المعاصرة في مجال المعلومات والاتصالات لمواكبة هذه الحاجيات المتزايدة، وهو ما يكرس لمفهوم نظام الحكومة الرقمية أو الحكومة الإلكترونية التي تقوم على الاستفادة من خدمات التكنولوجيات المعلومات والاتصال المعاصرة، حيث تطورت بشكل كبير لدى دول عديدة في حين برزت بشكل متواضع لدى دول أخرى.

وعليه سيبحث هذا المقرر في إبراز ماهية الحكومة الالكترونية والجوانب المرتبطة بها، وكذا القيام بدارسة مقارنة لنماذج عالمية من أجل تبيان جوانب القوة والضعف التي تتوفر عليها هذه الدول المدروسة، وهو ما يمكن من تقديم تصور واضح لمتطلبات إرساء الحكومة الإلكترونية والعمل على تعزيز مكانتها، كبديل حتمي عن المفهوم التقليدي للحكومات.