فهذه مجموعة محاضرات في مقياس المدارس اللسانية، والمقرر تدريسها لطلبة السنة الثانية، في شعبة الدراسات اللغوية، حاولت جمعها وترتيبها وتنسيقها وفق منهج علمي، حتّى يستطيع الطالب من خلالها الوقوف على حقيقة المدارس اللسانية عند الغرب والعرب، بداية بالمدرسة البنوية، مرورا بالمدارس التي نشأت لتسير جنبا إلى جنب وأفكار دي سوسير  أو كرد فعل عليها، مع الإشارة في ختامها إلى ما جاء به العلامة عبد الرحمن الحاج صالح وهي النظرية الخليلة مجسدة في قراءة التراث اللغوي العربي.

        نقدم دروس مفردات مقياس المدارس اللسانية بناء على الممارسة الميدانية لهذا المقياس والاطلاع الواسع على حقله ومراجعه الأجنبية والغربية المترجمة، وبناء على نشر مقالات دولية والمشاركة في ملتقيات علمية ومحافل دولية  اختصاص اللسانيات، سجلنا بعض الملاحظات على مفرداته البيداغوجية منها : برمجة حلقة براغ  واهتمامها بالمظهر الصوتي مع نموذج نيكولاي تروباتسكوي الذي يميز بين الفونيتيك والفونولوجيا ومدى صعوبة استيعاب الطلبة للمحاضرة لأنها صوتية بامتياز  وهم لم يدرسوا الصوتيات في هذا المستوى.

       ونحاول بشيء من المبادرة تذليل بعض الصعوبات خصوصا المتعلقة بتعدد المسميات للمفهوم الواحد بترجيح مصطلح مدعوم بحجة ،وكذا استغلال الحصص التطبيقية لإنجاز أكبر قدر ممكن من الأمثلة وحبذا لو تكون نفسها وتوضيح تطبيقها من منظور كل مدرسة من المدارس اللسانية بين الوظيفية – الأوروبية والأمريكية-  والتوزيعية والتوليدية التحويلية وغيرها التي يأخذ فيها المثال قيد التطبيق أنماطا مختلفة للدراسة والتحليل.

        لا يهمنا هذا الخلاف بقدر ما يهمنا المادة العلمية التي سيجدها الطالب في هذه المحاضرات، من رصد لأعلام المدارس اللسانية، وجهودهم ومبادئهم، وبوجهات نظر مختلفة، حتّى يختمر في ذهنه مشروع المدارس اللسانية ، وقد ركّزنا فيها على الجانبين النظري و التطبيقي لها في هذا المطبوع.