كلية الاداب و الفنون

قسم الادب العربي

السنة الثانية الشعبة الادبية

المقياس علم النحو

 

المحاضرة الأولى : الاسناد في الجملة الاسمية

الإسناد في النحو العربي هو ضم تركيب لغوي إلى آخر على وجه الإفادة التامة، بحيث يكتمل معنى الجملة، ويمكن الاكتفاء بالتركيبين ليصحَّ الحديث. والإسناد نوعان، النوع الأول هو الإسناد الأصلي كإسناد الفعل إلى الفاعل، والنوع الآخر هو الإسناد التبعي ويكون ذلك بالتبعية في الإبدال والعطف بالحروف.

 

والإسناد يتكون من ركنين رئيسين: المُسنَد وهو الحكم المراد إسناده إلى المحكوم عليه، وهو في الجملة الفعلية مُمَثل في الفعل وفي الجملة الاسمية مُمَثل في الخبر. والركن الآخر هو المُسند إليه وهو الجزء المحكوم عليه وهو في الجملة الفعلية الفاعل أو نائب الفاعل وفي الجملة الاسمية المبتدأ.

تعريف المبتدأ

 

يقع المبتدأ عادة في بداية الجملة الاسمية، وهو عبارة عن اسم صريح أو مصدر مؤول بالصريح، ويأتي دائما في محل رفع، ويكتمل معنى الجملة عند احتوائها على مبتدأ وخبر معا، فأحدهما دون الآخر لا يعطي للجملة معنى، ويكون المبتدأ خاليا من العوامل اللفظية، ويكون دور المبتدأ في الجملة أنه المحدث عنه ويلعب الخبر دوره في الجملة بأنه المحدث به. أنواع المبتدأ يتخذ المبتدأ ثلاثة أنواع يمكن أن يكون على هيئتها في الجملة، وهي: اسم صريح ويأتي إما مفردا وإما مثنى أو جمع، وقد يكون مؤنثا أو مذكرا أيضا، مثال: أحمد طالب نجيب، أحمد: مبتدأ اسم صريح مفرد. ضمير منفصل: ولا يلتزم بالجنس في الضمير ولا بالإفراد والمثنى والجمع، حيث يمكن أن يمثل الضمير المنفصل جميع الحالات، أنت مجتهد، أنت: ضمير منفصل وهو المبتدأ. مصدر مؤول: أي أنه تم تأويل الفعل المضارع الذي سبقته "أن" المصدرية في بداية الجملة، ويكون حرف أن والفعل المضارع الذي لحقه في محل رفع المبتدأ، ويمكن أن يتم تأويل المصدر من همزة التسوية وما يليها، مثال: الاتحاد أرهب لعدوكم، مصدرها المؤول "أن تتحدوا أرهب لعدوكم". ويجدر بنا الإشارة إلى أن المبتدأ لا يمكن أن يليه ضمير متصل إلا ضمن حالتين استثنائيتين هما: أن يكون الضمير المتصل بالمبتدأ أصله ضمير منفصل، وتم تحويله إلى هيئة ضمير متصل بحرف جر زائد بالمبتدأ، مثال: "كيف بك". من الممكن أن يلحق بالمبتدأ ضمير متصل في حال سبقته "لولا"، مثال: لولاك لخسرنا اللعبة".

حالات المبتدأ مبتدأ مقدم: يتوجب تقديم المبتدأ وجوبا إذا جاء خبره عبارة عن جملة فعلية، وذلك لمنع اختلاط المبتدأ بالفاعل. مبتدأ مؤخر: تحتوي الجملة على أكثر من مبتدأ عندما يكون الخبر عبارة عن جملة اسمية، ويكون المبتدأ الأول محور الحديث في الجملة، والمبتدأ المؤخر يكون مبتدأ ثانيا. موقعه في أول الجملة: ويكون في بداية الجملة الاسمية دون أن يأتي قبله أي لفظ. حذف المبتدأ: يمكن حذف المبتدأ في حالات استثنائية فقط شرط ألا يختل معنى الجملة، ويكون الحذف وجوبا أو جوازا. اسم شرط: ويكون كذلك إذا كان الخبر ليس له معنى واضح وكان مبهما، ولكنه بمثابة شرط لوقوع الخبر. مطابقة الخبر للمبتدأ: ويعني ذلك أن يتطابق المبتدأ مع جنس الخبر، كأن يأتي المبتدأ مؤنثا والخبر مذكرا أيضا، وأن تؤثر علامات و دلائل الثنية أو الجمع على المبتدأ والخبر معا. المبتدأ الوصف: ويتخذ قسمين أن يكون الخبر مسندا إلى المبتدأ، أو إسناد اسم مرفوع للمبتدأ يحل محل الخبر، وذلك في حالة كان المبتدأ عبارة عن اسم وصف.

 

يمكن إعراب المبتدأ ضمن حالات إعرابية ثلاث وهي: الرفع: يرتبط الرفع بالمبتدأ ارتباطا وثيقا، حيث يلازمه بغض النظر عن موقعه في الجملة، وحتى لو لحقت به الحالة الإعرابية الجر باللفظ فإنه يحتفظ برفعه بالضمة أو تنوين الضم، وفي حال سبقه أحد أحرف النصب فإنه يتغير موقعه الإعرابي فيصبح اسم إن أو اسما لإحدى أخواتها، ويرفع المبتدأ عادة بالضمة الظاهرة على آخره، أو المقدرة، أو بالمحل، وبعلامات و دلائل فرعية وهي: يرفع المبتدأ بالألف إذا كان مثنى مثال: الطالبان مجتهدان، الطالبان: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. يرفع المبتدأ بالواو إذا كان جمع مذكر سالم، مثال: المعلمون حاضرون، المعلمون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. يرفع المبتدأ بالواو إذا كان عبارة عن اسم من الأسماء الخمسة، مثال: فوك خال من الأسنان الصناعية، فوك: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة. الجر: يصبح المبتدأ مرفوعا محلا ومجرورا لفظا إذا لحق به أحد حروف الجر الزائدة وهي "من، الباء، رب"، وحتى تتوافر شروط جر المبتدأ لفظا بأحد حروف الجر "من" يجب أن يكون المبتدأ نكرة، وأن تسبق حرف الجر الزائد أداة استفهام أو نفي، مثال: "ما من أحد موجود" ، أو "هل من أحد موجود؟" فيكون إعراب المبتدأ على النحو التالي: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. النصب: يعتبر نصب المبتدأ حالة استثنائية إذا جاء دخول حرف ناسخ عليه مثل "إن" أو أحد أخوات "إن" أو اللا النافية للجنس على الجملة الاسمية، ويكون نصبه فعليا أي لفظيا ومحليا، ويلحق تغييرا بالموقع الإعرابي للمبتدأ فيصبح اسما منصوبا لإحدى أخوات إن، أو اللا النافية للجنس.

الخبر هو القسم الثاني من مكونات الجملة، وبه يكتمل معنى الجملة الاسمية، ووجوده إلزامي ليكون للجملة معنى ذو فائدة، ويستند عليه المبتدأ استنادا كليا، وهو عبارة عن وصف للمبتدأ أو إعطاء القارئ معلومة عن المبتدأ بوصفه أو حدث قام به أو لحق به، ويأتي الخبر مرفوعا دائما إلا في حال دخول "كان أو إحدى أخواتها" إلى جملته فإنه يصبح منصوبا.

أنواع الخبر الخبر المفرد: وهو غير جملة وشبه جملة، ويكون حكمه الإعرابي الرفع، ويطابق الخبر المبتدأ في كل حالاته كالجمع والتأنيث والتذكير والتثنية والإفراد، ومن الأمثلة عليه: هذا بطل، هذان بطلان، هؤلاء أبطال. الخبر الجملة، ويكون الخبر جملة بغض النظر عن نوعها سواء كانت اسمية أو فعلية، ويستلزم وجود رابط يربط بين الخبر الجملة والمبتدأ وتقسم هذه الروابط في اللغة العربية إلى أربعة أنواع وهي: الضمير: ويجب أن يكون الضمير بارزا في الخبر، وكما أنه من الممكن له أن يأتي مستترا، ومن الأمثلة على ذلك: الظلم مرتعه وخيم، والرابط في هذه الجملة هو الضمير المتصل (الهاء) في مرتعه، وتعرب الجملة على النحو التالي: الظلم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ومرتعه: مرتع: مبتدأ ثان مرفوع، وهو مضاف، والهاء: ضمير مبني في محل جر مضاف إليه، وهو الرابط بين الخبر والمبتدأ، ووخيم: خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم. إشارة إلى المبتدأ: وتشترط وجود اسم إشارة في الجملة لتدل على الخبر، مثال ذلك: "ولباس التقوى ذلك خير"، حيث إن اسم الإشارة "ذلك" في الآية الكريمة هو الرابط بين الخبر والمبتدأ. تكرار المبتدأ، إن تكرار المبتدأ يوجد رابطا تلقائيا، مثال: "الحاقة (1) ما الحاقة(2)" ، حيث إن (ما) الاستفهامية تعامل على أنها في محل رفع المبتدأ الثاني، والحاقة: مبتدأ ثان، فتصبح جملة (ما الحاقة) في محل رفع خبر المبتدأ الأول (الحاقة).

عموم يدرج تحته المبتدأ: كأن يدخل في الجملة صفة عامة، مثال: نعم الخليفة أبو بكر، فالخليفة صفة عامة للخلفاء كالراشدين والأمويين وغيرهم، ويكون الإعراب على النحو التالي: أبو بكر: أبو من الأسماء الخمسة، مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، بكر: مضاف إليه، والخليفة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والخبر مقدم، وهو الجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. الخبر شبه جملة: وتكون الجملة مكونة من جار ومجرور، أو ظرف والمضاف إليه، مثال: العلم في الصدور،

والإعراب يكون على النحو التالي: العلم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و(في الصدور) شبه الجملة من الجار والمجرور في محل خبر المبتدأ مرفوع.

 

 

المحاضرة الثانية : الحذف في الجملة الاسمية

 

قد يحذف عنصر أو أكثر من عناصر الجملة عندما يرد في الجملة السابقة أو في المقام أو في الصيغة المنجزة ما يدل على المحذوف ، و تسمى الجملة التي حذف أحد عناصرها : جملة مختزلة.

يمكن حذف:

 

1ـ أحد العناصر الأساسية للجملة الاسمية المجردة أو كلها .

2ـ أو أحد العناصر الأساسية للجملة الاسمية المنسوخة أو كلها.

3ـ أو حذف أحد المتممات وحده أو مع أحد العناصر الأساسية أو كلها.

تنبيهات:

1ـ يصح الحذف إذا بقي في الكلام ما يدل على العنصر المحذوف بلا غموض والتباس.

2ـ ما يدل على العنصر المحذوف إما لفظي مذكور في جملة سابقة أو معنوي مفهوم من سياق الكلام.

3ـ من أسباب الحذف اجتناب الثقل والتكرار أو اجتناب ما لا جدوى من ذكره.

حذف المبتدأ وجوبا:

يحذف المبتدأ وجوبا:

1ـ إذا كان الخبر: مخصوصا بمدح أو ذم.

فعلا المدح هما:نعم,بئس وفعلا الذم هما:حبذا,لاحبذا.

أمثلة:

نِعْمَ الصفةُ الصدق. التقدير:نِعْمَ الصفةُ هي الصدق.

حبَّذا الصفةُ الصدق.التقدير: حبَّذا الصفةُ هي الصدق.

بئس الصفة الكذب. التقدير:بئس الصفة هي الكذب.

لا حبَّذا الصفةُ الكذب. التقدير: لاحبذا الصفة هي الكذب.

2 ـ إذا كان الخبرالمذكور صريحا في القسم.مثال: في ذمتي لأردن لك الجميل . التقدير:في ذمتي يمين...

3 ـ إذا قطع النعت عن منعوته لغرض إنشاء مدح أو ذم أو ترحم وفي هذه الحالة يرفع النعت المقطوع ليصير خبرا لمبتدأ محذوف

أمثلة

- الحمد لله العظيمُ. التقدير:الحمد لله هو العظيمُ. (مدح)

- أعوذ بالله من الشيطان الرجيمُ. التقدير: أعوذ بالله من الشيطان هو الرجيمُ. (ذم)

- رأيت خالدا المسكينُ.التقدير:رأيت خالدا هو المسكينُ. (ترحم)

4 ـ إذا كان المبتدأ مصدرا يؤدي معنى فعله.

مثال: صبرٌ جميل على ما أصابنا. التقدير:صبري صبر جميل.                                      

أكل وحمد. التقدير: أكلي أكل وحمدي حمد.        

5ـ بعد (لا سيَّما) في حالة اعتبار الاسم الواقع بعدها مبتدأ .

مثال:أحترم الأصدقاء لا سيَّما محمدٌ. التقدير: أحترم الأصدقاء لا سيَّما هو محمدٌ.                            

يحذف المبتدأ جوازا :

1) في جواب الاستفهام اختصارا للكلام .

مثال:

قلت لعمر: أين أحمد؟ أجاب: في المكتبة.التقدير:أحمد في المكتبة.

قال لي أبي: من ضيفك؟ قلت: خالدٌ .التقدير:ضيفي خالد.

2) بعد الفاء الرابطة لجواب الشرط. مثال: من عمل صالحا فلنفسه.التقدير:من عمل صالحا فعمله لنفسه.

يحذف الخبر وجوبا:

1ـ بعد لولا:مثال:لولا الماء لهلكتَ عطشا. (التقدير:لولا الماءُ موجودٌ لهلكتَ عطشا.)

2ـ في الجملة المشتملة على عبارة (كل ...و...). مثال:كل إنسان وضميره. (التقدير:كل إنسان وضميره مقترنان.)

3- إذا كان المبتدأ المذكور صريحا في القسم،مثال:لعَمرُك لأزورنّك في نهاية الأسبوع.والتقدير:لعمرك قسمي أو يميني لأزورنّك في نهاية الأسبوع.

حذف الخبر جوازا:

يستحسن حذف الخبر:

 

1ـ في جواب الاستفهام. مثال: س:من مسافر؟ ج : عمر.(التقدير:عمر مسافرٌ.)

2ـ في جملة تشتمل على استفهام معطوف على استفهام آخر إذا كان الخبر مشتركا بين مبتدأين. مثال: أمحمدٌ مسافر أم عمر؟ (التقدير:أمحمدٌ مسافر أم عمر مسافرٌ؟)

3ـ في جملة معطوفة على جملة أخرى. إذا كان الخبر مشتركا بين مبتدأين. مثال:أنت ناجح وأخوك. (التقدير: أنت ناجح وأخوك ناجح.)

4ـ بعد (إذا الفجائية). مثال:خرجت من البيت فإذا المطرُ. (التقدير:... فإذا المطرُ نازلٌ.)

حذف المبتدأ والخبر جوازا:

يستحسن حذف المبتدأ والخبر في جواب الاستفهام. مثال: س:هل أنت مسافر؟ ج : نعم.(التقدير:نعم،أنا مسافر.)

حذف كان مع اسمها جوازا:

يستحسن حذف كان واسمها :

1ـ بعد (لوْ) الشرطية. مثال:التمسْ ولو خاتما من حديد. (التقدير:...ولو كان المُلتمس خاتما من حديد.)

1ـ بعد (إنْ) الشرطية. مثال:احترم الغير إن صغيرا وإن كبيرا. (التقدير:...إن كان الغير صغيرا أو كان الغير كبيرا.)

حذف أخوات كان مع اسمها جوازا:

يستحسن حذف (كان وصار وأصبح وأضحى وظلَّ وأمسى وبات) مع اسمها  في جواب الاستفهام.

مثال:

س:كيف كانت الرحلة. ج: ممتعةً. (التقدير:كانت الرحلة ممتعة.)

س:كيف صار الجو؟ ج: باردا. (التقدير:صار الجو باردا.)

حذف أخوات كان مع خبرها جوازا:

يستحسن حذف (كان وصار وأصبح وأضحى وظلَّ وأمسى وبات) مع خبرها  في جواب الاستفهام.

س:من ظل غائبا عن البيت؟ج:أخي. (التقدير:ظل أخي غائبا عن البيت.)

حذف أخوات كان مع اسمها وخبرها جوازا:

1ـ يستحسن حذف (كان وصار وأصبح وأضحى وظلَّ وأمسى وبات) مع اسمها وخبرها  في جواب الاستفهام الذي يكون ب (نعم) أو (لا).

 

س:هل أمسى المريض بخير؟ج:نعم. (التقدير:نعم،أمسى المريض بخير.)

2ـ يستحسن حذف (مازال ومابرح ومافتىء وماانفك) مع اسمها وخبرها  في جواب الاستفهام الذي يكون ب (نعم) فقط.

س:أما زلتَ تنتظر؟ج:نعم. (التقدير:نعم،ما زلتُ أنتظر.)

تنبيهات:

1ـ يستحسن حذف إنَّ وأخواتها في جملة معطوفة على جملة أخرى.مثال: إنَّ المالَ مهم والعلمَ أهم منه. (التقدير:...وإنَّالعلمَ أهم منه.)

2ـ يستحسن حذف اسم لا النافية للجنس. مثال: لا عليك.(التقدير:لا لوم عليك/لا بأس عليك/لا خوف عليك).

3ـ يستحسن حذف خبر لا النافية للجنس في جملة معطوفة على جملة أخرى. مثال: لا رجل في الدار ولا امرأة.(التقدير:لا رجل في الدار ولا امرأة في الدار.)

حذف أحد متممات الجملة الاسمية:

يستحسن حذف أحد متممات الجملة الاسمية وحده أو مع أحد العناصر الأساسية أو كلها إذا بقي في الجملة ما يدل عليه.

المحاضرة الثالثة : الحاق النواسخ بالجملة الاسمية

كان و اخواتها و ما يعمل عملها .

معنى النسخ : الناسخ جمع ناسخ والنسخ في اللغة معناه الإزالة ومنھ (نسخت الشمس

الظل) أي أزالتھ، وفي اصطلاح النحاة معناه رفع حكم المبتدأ والخبر وتغییره.

2 -أنواع النواسخ: النواسخ ثلاثة أنواع:

1 -ما یرفع المبتدأ وینصب الخبر وھو كان وأخواتھا.

2 -ما ینصب المبتدأ ویرفع الخبر وھو إن وأخواتھا.

3 -ما ینصب المبتدأ والخبر معا وھو ظن وأخواتھا.

ویسمى الأول من معمولي كان وأخواتھا اسما وقد یسمى فاعلا أحیانا والثاني خبرا،

ویسمى الأول من معمولي إن وأخواتھا اسما والثاني خبرا، ویسمى الأول من معمولي

ظن وأخواتھا مفعولا أولا والثاني مفعولا ثانیا.

وتقسم النواسخ تقسیما آخر فتكون قسمین:

1 -أفعال نواسخ وھي: كان وأخواتھا، وأفعال المقاربة كاد وأخواتھا، وظن وأخواتھا،

وأعلم وأرى وأخواتھما.

2 -حروف نواسخ وھي: ما وأخواتھا (الحروف النافیة المشبھة بلیس)، وإن وأخواتھا،

ولا النافیة للجنس.

أولا: كان وأخواتھا:

1-كان وأخواتھا أفعال ناقصة تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ ویسمى اسما لھا

وتنصب الخبر ویسمى خبرا لھا وھي ثلاثة عشر فعلا: كان، أصبح، أضحى، أمسى،

ظل، بات، صار، لیس، مازال، ما برح، ما فتئ، ما انفك، مادام.

مثال كان (وكان ربك قدیرا) كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل لھ من

الإعراب، ربك رب اسم كان مرفوع بالضمة الظاھرة وھو مضاف والكاف ضمیر

متصل مضاف إلیھ مبني على الفتح في محل جر، قدیرا خبر كان منصوب بالفتحة

2 -تسمى ھذه الأفعال أفعالا ناقصة لأنھا لا تكتفي بمرفوعھا بل تحتاج إلى منصوب

بعده لیتم المعنى، وعندما تقع في سیاق یتم فیھ المعنى مع المرفوع دون حاجة إلى

المنصوب فإنھا حینئذ تكون تامة مثل سائر الأفعال ویعرب ما بعدھا فاعلا مثل: (تلبدت

السماءُ بالغیوم واشتدت الریحُ فكان المطرُ) كان في ھذه الجملة تامة بمعنى حصل أو

وقع أو نزل والمطر فاعل ومثلھ قولھ تعالى (وإن كان ذو عسرة فَنَظِرَةٌ إلى مَیْسَرَةٍ)

كان تامة بمعنى وقع وذو عسرة فاعل.

وقیل إن ھذه الأفعال تسمى ناقصة لأنھا لا تدل على الحدث والزمن كسائر الأفعال بل

تدل على الزمن فقط. والقول الأول ھو الأرجح.

3 -معاني ھذه الأفعال:

كان تدل على اتصاف المخبر عنھ بالخبر في الزمن الماضي مثل كان العرب متحدین،

وعندما تستعمل كان مع االله فإنھا تتجرد عن الدلالة على الزمن أي لا تدل على زمن

معین مثل (كان االله غفورا رحیما) (كان االله علیما حكیما) (كان االله سمیعا بصیرا) فاالله

متصف بھذه الصفات في كل الأزمان والأحوال.

أصبح تدل على اتصاف الاسم بالخبر في الصباح مثل أصبح الجو معتدلا.

ضحى تدل على اتصاف الاسم بالخبر في الضحى مثل أضحت الشمس ساطعة.

أمسى تدل على اتصاف الاسم بالخبر في المساء مثل أمسى العامل متعبا.

ظل تدل على اتصاف الاسم بالخبر في النھار مثل ظل الأولاد في مرح وسرور

بات تدل على اتصاف الاسم بالخبر في اللیل مثل بات الحارس ساھرا.

صار تدل على التحویل مثل صار العبد حرا، صار البرتقال عصیرا، صار الثلج ماء.

لیس تدل على نفي الخبر عن الاسم مثل لیس المقصر فائزا.

ما زال تدل على استمرار اتصاف الاسم بالخبر مثل ما زال أخوك عندنا.

ما برح تدل على استمرار اتصاف الاسم بالخبر مثل ما برح الحارس واقفا.

ما فتىء تدل على استمرار اتصاف الاسم بالخبر مثل ما فتىء العلم مفیدا.

ما انفك تدل على دوام اتصاف الاسم بالخبر مثل (ما انفك الصراعُ محتدما)

مادام تدل على دوام اتصاف الاسم بالخبر وعلى بیان مدة ما قبلھا مثل (لا أصحبك ما

دمتَ مھملا).

ملحوظات:

الأولى: الفعل زال یكون ناقصا إذا كان مضارعھ یزال مثل (لا یزال بیتُك مقصودا)

فإن كان مضارع زال یزول بمعنى انتھى ینتھي أو یَزیل بمعنى یتمیز ویتفرق فالفعل

زال في ھاتین الحالتین تام ولیس من أخوات كان.

الثانیة: تأتي الأفعال الخمسة كان وأصبح وأضحى وأمسى وظل أحیانا بمعنى صار

مثل (وبُسَّتِ الجبالُ بَسّا فكانت ھباء مُنْبَثا) أي صارت، ومثل (إذ كنتم أعداءً فألف بین

قلوبكم فأصبحتم بنعمتھ إخوانا) أي صرتم، ومثل (أضحى یمزقُ أثوابي ویضربُني)

بمعنى صار، ومثل (أمستْ خَلاءً وأمسى أھلُھا احتَمَلُوا) أي صارت وصار أھلھا،

ومثل (وإذا بُشِّرَ أحدُھم بالأنثى ظل وجھُھُ مسودا وھو كَظِیم) أي صار.

الثالثة: ھناك أفعال تفید معنى صار وھي تعمل عملھا فترفع الاسم وتنصب الخبر

وتعتبر بذلك ملحقة بكان وأخواتھا منھا:

آضَ مثل (آضَ الغلامُ رجلا). صار

مھدیا). صار

رجع مثل (رجع الضالُّ

عاد مثل (عادتِ القریةُ مدینةً). صارت

استحال مثل (استحالتِ النارُ رمادا) صارت

حار مثل (وما المرءُ إلا كالشِّھابِ وَضَوْئِھ یَحُورُ رَمادا بعدَ إذ ھو ساطِعُ) یصیر

تحول مثل (تحول القمحُ خبزا). صار

غدا مثل (غدا العملُ مرھقا). صار

ارتد مثل (ارتد المریضُ صحیحا). صار

راح مثل (لَرَزَقكم كما یرزق الطیر تغدو خِماصا وتَرُوحُ بِطانا) ومثل (راح عبدُ االله

منطلقا).

قعد مثل (فتقعدَ مذموما مخذولا).

4 -تقسیم كان وأخواتھا من حیث التصرف والجمود:

تنقسم كان وأخواتھا من حیث التصرف والجمود إلى ثلاثة أقسام:

الأول: قسم متصرف تصرفا تاما أي یأتي منھ المضارع والأمر واسم الفاعل والمصدر

وكل من ھذه التصریفات یعمل عمل الماضي وأفعال ھذا القسم ھي كان وأصبح

وأضحى وأمسى وظل وبات وصار.

أمثلة تصریفات كان: مثال المضارع (وفي ھذا لیكونَ الرسولُ شھیدا علیكم وتكونوا

شھداء على الناس) یكون مضارع كان الناقصة، الرسول اسمھا مرفوع، شھیدا خبرھا

منصوب، تكونوا مضارع كان الناقصة، واو الجماعة اسم تكون مبني على السكون في

محل رفع، شھداء خبر تكون منصوب بالفتحة.

مثال الأمر (كونوا قوامین بالقِسطِ) واو الجماعة اسم كونوا، قوامین خبر كونوا.

مثال اسم الفاعل (محمدٌ كائنٌ أخاك) كائن خبر المبتدأ محمد وھو اسم فاعل من كان

واسمھ ضمیر مستتر تقدیره ھو مبني على الفتح في محل رفع، أخاك خبر كائن

منصوب بالألف لأنھ من الأسماء الستة، وأخا مضاف والكاف مضاف إلیھ مبني على

الفتح في محل جر.

مثال المصدر (أحبھ لكونھ شجاعا) لكونھ اللام حرف جر، وكونھ مجرور باللام

وعلامة جره الكسرة، وكون مصدر كان الناقصة ویعمل عملھا، والھاء في كونھ اسم

كون مبني على الكسر في محل رفع، شجاعا خبر كون.

أمثلة لبقیة الأفعال (یُصبحُ الرجلُ مؤمنا ویُمْسِي كافرا، ویُمْسِي كافرا ویُصبحُ مؤمنا)،

 (تظلُّ جیادُنا مُتَمَطِّرَاتٍ) أي مسرعات یسبق بعضھا بعضا، (یبیت الجندي مستعدا)،

(الكل صائرٌ إلى ما صار إلیھ مَنْ قَبْلَھ).

الثاني: قسم یتصرف تصرفا ناقصا فلا یأتي منھ غیر الماضي إلا المضارع واسم

الفاعل وھو ما زال وما برح وما فتىء وما انفك.

مثال مضارع ما زال (ولا یزالون مختلفین) واو الجماعة اسم یزال، مختلفین خبره.

مثال مضارع ما برح (لن نبرح علیھ عاكفین) اسم نبرح ضمیر مستتر تقدیره نحن،

عاكفین خبره.

مثال مضارع ما فتىء (تااللهِ تفتؤُ تذكرُ یوسُفَ) حرف النفي مقدر قبل تفتأ أي لا تفتأ،

اسم تفتأ ضمیر مستتر تقدیره أنت، جملة تذكر یوسف خبر تفتأ.

مثال مضارع ما انفك (ما یَنْفَكُّ الكذَّابُ مكروھا) الكذاب اسم ینفك، مكروھا خبره.

مثال اسم الفاعل من ما زال (ما زائلٌ العِلمُ نافعا) العلم اسم زائل، نافعا خبره.

الثالث: قسم لا یتصرف بل یظل جامدا على صورتھ الماضیة وھو لیس ودام، وقد یرد

لفظ دام في الكلام العربي ولا تكون ناقصة فھي حینئذ متصرفة بمعنى بقي ویأتي منھا

المضارع یدوم والأمر دم واسم الفاعل دائم، وإذا سبقتھا ما فإنھا تكون نافیة مثل (ما

دامت الدنیا لأحدٍ قبلَنا، ولا تدومُ لنا، ولا تدومُ لِمَنْ بَعْدَنا) أي ما بقیت، ولا تبقى ومثل

(أُكُلُھا دائِمٌ وظِلُّھا) أي باق.

5 -تقسیم كان وأخواتھا من حیث العمل وشروطھ:

تنقسم كان وأخواتھا من حیث عملھا وشروطھ إلى ثلاثة أقسام:

أ- قسم یرفع المبتدأ وینصب الخبر دون أي شرط وھو كان، وأصبح، وأضحى،

وأمسى، وظل، وبات، وصار، ولیس.

ب- قسم یعمل ھذا العمل بشرط أن یتقدم علیھ نفي أو شبھھ، وشبھ النفي ھو النھي أو

الدعاء وھو أربعة أفعال: ما زال، وما برح، وما فتىء، وما انفك.

مثال تقدم النفي (ما زال العَلَمُ مرفوعا)، (ولا یزالون مختلفین)، (لن نبرح علیھ

عاكفین)، (تاالله تفتؤُ تذكرُ یوسُفَ) أي لا تفتأ ویرد حذف حرف النفي بعد القسم.

ومثال تقدم النھي (صاحِ شَمِّرْ ولا تزل ذا كِرَ الموتِ فنِسیانُھُ ضلالٌ مُبینُ).

ومثال تقدم الدعاء (لا زال االلهُ محسنا إلیك) و(لا زال مُنْھَلا بِجَرْعائِكِ القَطْرُ) ومعنى

الجرعاء الأرض المستویة.

ج- قسم یعمل ھذا العمل بشرط أن یسبقھ ما المصدریة الظرفیة وھو دام مثل

ا) وتسمى ما المصدریة لأنھا تقدر بالمصدر

(وأوصاني بالصلاةِ والزكاةِ ما دمتُ حَی

وھو دوام، وظرفیة لأنھا تقدر بالظرف وھو مدة، والتقدیر مدة دوامي حیا.

6 -تقسیم كان وأخواتھا من حیث جواز استعمالھا تامة وعدم جوازه إلى قسمین:

القسم الأول: قسم یجوز فیھ أن ترد الأفعال ناقصة ویجوز أن ترد تامة بحسب سیاق

الكلام الذي تكون فیھ وھي عشرة أفعال: كان، وأصبح، وأضحى، وأمسى، وظل،

وبات، وصار، وما برح، وما انفك، وما دام ومعنى تمامھا اكتفاؤھا بالمرفوع وعدم

حاجتھا إلى المنصوب بعده، ومن أمثلة ذلك:

(وإن كان ذو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى مَیْسَرَةٍ) أي وقع وذو فاعل، (ما شاء االلهُ كان) أي حدث

والفاعل ضمیر مستتر یعود على ما، (فسُبحانَ االلهِ حین تُمْسُون وحین تُصْبِحُون) فاعل

تمسون واو الجماعة وفاعل تصبحون كذلك واو الجماعة، (ألا إلى االله تصیرُ الأمور)

ُّ وأنت لم تَرْقُد) الخلي فاعل بات،

أي تنتھي الأمور، الأمور فاعل تصیر، (وبات الخَلِي

(وباتت لھ لیلةٌ) فاعل باتت لیلة، (خالدین فیھا ما دامت السماواتُ والأرض) السماواتُ

فاعل دامت، (نام الرجلُ حتى أضحى) أي دخل في الضحى، فاعل أضحى ضمیر

ُّ مكانَھ) بمعنى لا یغادر، الجندي فاعل

مستتر یعود على الرجل، (لا یبرحُ الجندي

ھذا الطفلُ عن البكاء) بمعنى لا یتوقف، ھذا فاعل ینفك.

یبرح، (لا ینفكُّ

القسم الثاني: قسم لا یأتي إلا ناقصا ولا یجوز استعمالھ تاما وھو ثلاثة أفعال: لیس

وما زال وما فتىء.

7 -جواز تقدیم خبر كان وأخواتھا أو معمولھ على اسمھا أو علیھا:

1 -تقدم في المبتدأ والخبر أن الأصل تقدم المبتدأ وتأخر الخبر وأنھ یجوز أحیانا أن

یتقدم الخبر على المبتدأ، ویجب أحیانا، ویمتنع أحیانا، وھو كذلك مع كان وأخواتھا

فالأصل أن یأتي الاسم بعد كان أو إحدى أخواتھا ثم یأتي الخبر بعد الاسم وقد یجوز

تقدم الخبر على الاسم وقد یجب وقد یمتنع.

مثال التقدیم الجائز: (كان عالما محمدٌ) عالما خبر كان مقدم، محمدٌ اسم كان مؤخر،

(وكان حقا علینا نصرُ المؤمنین) حقا خبر كان مقدم، نصرُ اسم كان مؤخر.

مثال التقدیم الواجب: (كان في الدار صاحبُھا) في الدار متعلق بمحذوف خبر كان مقدم،

صاحبھا اسم كان مؤخر، وھو واجب التأخیر لاشتمالھ على ضمیر یعود على شيء في

الخبر، ولو تأخر الخبر لعاد الضمیر على متأخر لفظا ورتبة وھو غیر جائز ومثل

ٍّ أخوه) مع علي متعلق بمحذوف خبر یكون مقدم، وأخوه اسم یكون مؤخر، ومثل (ما زال في الكوب ماءٌ) في الكوب شبھ جملة متعلق بمحذوف خبر

ما زال، وماء اسم ما زال مؤخر، وھو واجب التأخیر لأن المبتدأ نكرة

والخبر شبھ جملة.

مثال ما یمتنع تقدیم الخبر فیھ: (إنما كان شوقي شاعرا) لأن اسم كان محصور في

الخبر، ومثل (وما كان صلاتُھم عندَ البیتِ إلا مُكاءً وتَصْدِیَةً) ومثل (كان أخي رفیقي)

یمتنع فیھ التقدیم لعدم ظھور الإعراب.

2 -یتقدم الخبر على كان أو إحدى أخواتھا على ثلاث حالات:

- الحالة الأولى یجوز فیھا تقدیم الخبر على كان وأخواتھا مثل (عالما كان محمدٌ) إذ

لیس ھناك ما یوجب تقدم الخبر أو یمنعھ فھو جائز.

- الحالة الثانیة یجب فیھا تقدیم الخبر على كان أو إحدى أخواتھا إذا كان الخبر من

الأسماء التي لھا الصدارة كأسماء الاستفھام والشرط مثل (كیف كان زیدٌ؟) كیف خبر

مقدم على كان وھو واجب التقدیم ومثل (أینما تكنْ یكنِ الخیرُ مَعَك) أینما اسم شرط

وھو ظرف متعلق بمحذوف خبر تكن مقدم واسم تكن ضمیر مستتر تقدیره أنت.

الحالة الثالثة یمتنع فیھا تقدیم الخبر على كان أو إحدى أخواتھا، وذلك إذا كان الخبر

جملة على أرجح الأقوال أو كان الاسم محصورا في الخبر مثال الخبر الجملة (كان

محمدٌ عملُھُ عظیمٌ) یمتنع تقدیم جملة عملھ عظیم على كان ومثل (كان ھشامٌ یكتبُ)

یمتنع تقدیم جملة یكتب على كان ومثال الخبر المحصور فیھ الاسم (ما كان محمدٌ إلا

رسولا) یمتنع تقدیم الخبر رسولا على كان مثلما امتنع تقدیمھ على الاسم فیما سبق (ما

كان شوقي إلا شاعرا).

3 -یجوز تقدیم معمول الخبر وحده على اسم كان وأخواتھا على رأي قلة من النحاة

مثل (كان طعامَك ھشامٌ آكلا) طعامَك مفعول بھ لآكلا وآكلا خبر كان وھشام اسم كان

وقد تقدم المعمول على اسم كان، فإذا تقدم المعمول والخبر على الاسم وكان المعمول

قبل الخبر فقد أجازه كثیر من النحاة مثل (كان طعامَك آكلا ھشامٌ).

فإذا كان المعمول ظرفا أو جارا ومجرورا فقد أجاز الجمیع تقدمھ على الاسم مثل (كان

عندك محمدٌ مقیما) ومثل (كان فیك أحمدُ راغبا).

4 -یجوز تقدیم معمول الخبر على كان وأخواتھا ما عدا لیس وما دام مثل (أھؤلاء إیاكم

كانوا یعبدون) إیاكم مفعول بھ مقدم لیعبدون، ویعبدون جملة فعلیة في محل نصب خبر

كانوا، وقد تقدم المعمول وھو إیاكم على كان.

5-أ- لیس وما دام یجوز تقدم خبرھا على اسمھا مثل (فلیس سواءً عالمٌ وجھولُ) ومثل

(لا طیبَ للعیشِ ما دامت مُنَّغَصةً لَذَّاتُھُ بادِّكارِ الشیبِ والھَرَمِ).

تقدم الخبر وھو سواء في المثال الأول على الاسم وھو عالم، وفي المثال الثاني تقدم

الخبر وھو منغصة على الاسم وھو لذاتھ.

ب- لا یجوز تقدم معمول الخبر على ما دام بالاتفاق لأن ما المصدریة موصول حرفي

ولا یتقدم معمول الصلة على الموصول، وكذلك لا یجوز أن یقع المعمول بین ما وبین

دام لأنھ لا یجوز الفصل بین الموصول وصلتھ.

ج- لا یجوز تقدم معمول خبر لیس علیھا على أرجح الأقوال لأن لیس فعل جامد مثل

عسى ولا یجوز تقدم معمولھ علیھ..

د- إذا كان معمول لیس ظرفا أو جارا ومجرورا فإنھ یجوز تقدمھ علیھا لأنھ یتوسع في

الظرف والجار والمجرور ما لا یتوسع في غیره مثل (ألا یومَ یأتیھم لیس مصروفا

عنھم) یومَ ظرف متعلق بمصروفا الذي ھو خبر لیس وقد تقدم المعمول على لیس.

8 -أحكام تخص كان وحدھا: تختص كان من بین سائر أخواتھا بأربعة أمور:

1 -جواز زیادتھا بحیث لا تحتاج إلى مرفوع ولا إلى منصوب وشرط زیادتھا أمران:

أ- أن تكون بلفظ الماضي.

ب- أن تكون بین شیئین متلازمین لیسا جارا ومجرورا ومن ذلك زیادتھا بین المبتدأ

والخبر مثل (علي كان قائمٌ) (الشمسُ كانت مشرقةٌ)، بین الموصوف والصفة مثل (قبل

الإسلامِ عاش الناسُ في ظلامٍ كان دامسٍ) ومثل

(في غرف الجنةِ العلیا التي وجَبَتْ لھم ھناك بسَعْيٍ كان مشكورِ)،

وبین الفعل ومرفوعھ مثل (لم یوجَدْ كان أفضلُ من محمد صلى االله علیھ وسلم) وبین

المعطوف والمعطوف علیھ مثل

(في لُجَّةٍ غَمَرَتْ أباك بحورُھا في الجاھلیةِ كان والإسلامِ)، بین ما

التعجبیة وفعل التعجب مثل (ما كان أحسنَ سعیَك!) (ما كان أصحَّ علمَ من تقدم!).

ملحوظات:

الأولى: زیادة كان بین ما وفعل التعجب قیاسیة أما زیادتھا بین بقیة المتلازمات فھي

سماعیة یقتصر على ما ورد منھا.

الثانیة: وردت زیادة كان شذوذا بین الجار والمجرور في قولھ:

سراةُ بَنِي أبي بَكْرٍ تَسامَى على كان المُسَوَّمَةِ العِرَابِ

الثالثة: لیس معنى زیادة كان أنھا لا تفید أي معنى مطلقا بل معناه أنھا لیست للإسناد

فلا ترفع ولا تنصب، ولكنھا لھا معنى فھي تفید تقویة المعنى الذي ترد في سیاقھ

وتوكیده.

2 -جواز حذفھا مع بقاء اسمھا وخبرھا وتعویض ما عنھا وذلك بعد أن المصدریة في

كل موضع أرید فیھ تعلیل فعل بفعل مثل (أما أنت مُنْطَلِقا انْطَلَقْتُ) أصلھ انطلقت لأن

كنت منطلقا فقدم الجار والمجرور للاھتمام أو للاختصاص فصار لأن كنت منطلقا

انطلقت، ثم حذف حرف الجر اختصارا فصار أن كنت منطلقا انطلقت، ثم حذفت كان

اختصارا أیضا فانفصل الضمیر فصار أن أنت منطلقا ثم عوضت ما عن

كان فصار أن ما أنت منطلقا ثم أدغمت أن في ما فصار أما أنت منطلقا انطلقت

وإعرابھ أما أن المصدریة المدغمة في ما الزائدة المعوض بھا عن كان المحذوفة، أنت

اسم كان المحذوفة مبني على الفتح في محل رفع، منطلقا خبر كان المحذوفة منصوب

ا فاقترب) أصلھ لأن كنت برا فاقترب ومثلھ (أما أنت ذا نفر) أصلھ

ومثلھ (أما أنتَ بَر

لأن كنت ذا نفر.

3 -جواز حذفھا مع اسمھا وبقاء خبرھا ویأتي ذلك في موضعین:

الأول بعد إن الشرطیة مثل (المرء مقتولٌ بما قَتَلَ بھ إن سیفا فسیفٌ وإن خِنجَرا

ونَ

فخِنجَرٌ) أي إن كان ما قتل بھ سیفا فالذي یقتل بھ سیف، ومثل (الناس مَجْزِی

بأعمالھم إن خیرا فخیرٌ وإن شرا فشرُ) أي إن كان عملھم خیرا فجزاؤھم خیر، وإن

كان عملھم شرا فجزاؤھم شر.

الْلُمَعُ الْبَھیَّة في قواعد اللغة العربیة

الثاني بعد لو الشرطیة مثل (التمس ولو خاتما من حدید) أي ولو كان الملتمس خاتما

من حدید، ومثل (لا یأمنِ الدھرَ ذو بَغْيٍ ولو مَلِكا جنودُهُ ضاق عنھا السھلُ والجبلُ)

أي ولو كان الباغي ملكا.

4 -جواز حذف نون مضارعھا: یجوز أن تحذف نون المضارع من كان بخمسة

شروط:

الأول: أن تكون بلفظ المضارع. الثاني: أن تكون مجزومة.

 

* أخوات كان أو(النواسخ الفعلية)هي : كان - صار -أصبح- أضحى -أمسى - ظل - بات - مازال - مابرح - ماانفك - مافتئ - مادام - ليس .

وتسمى هذه الأفعال ( أفعال ناقصة) لأنه لا يتم بها الكلام إلا بوجود اسمها وخبرها .

* تدخل كان وأخواتها على المبتدأوالخبر ، فترفع الأول ويسمى اسمها ، وتنصب الثاني ويسمى خبرها .مثل : أصبح البحرُ هائجاً

* يمكن أن يأتي خبر كان و أخواتها :

- مفردا مثل : بات الحارسُ منتبهاً

- جملة فعلية :ظل الفلاح يسقي الحقل

- جملة اسمية :أصبحت القرية حقولُها شاسعة ٌ

- شبه جملة : أ- مازال الطبيب في العيادة

ب - مايزال الطعام فوق المائدة

**نماذج إعرابية**

**نماذج إعرابية**

كان كلامك صائبا

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح

كلامك :اسمها مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.

صائبا : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

*****

صار العامل يشتغل بجد

صار :فعل ماض ناقص مبني على الفتح

العامل : اسمها مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .

يشتغل :فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر تقديره هو .

والجملة الفعلية في محل نصب خبر صار.

بجد :جار ومجرور .

*****

لا تزال الفيضانات آثارها بادية

لا :نافية لا عمل لها

تزال : فعل مضارع ناقص مرفوع

الفيضانات :اسمها مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .

آثار :مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

ها : ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.

بادية :خبر المبتدأ (آثار) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .

والجملة الاسمية في محل نصب خبر لاتزال .

*****

ظل الطبيبان في العيادة

ظل : فعل ماض ناقص مبني على الفتح

الطبيبان : اسمها مرفوع بالألف لأنه مثنى .

في : حرف جر.

العيادة : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

وشبه الجملة في محل نصب خبر (ظل).

المحاضرة الرابعة : الحاق النواسخ بالجملة الاسمية

ان و اخواتها و ما يعمل عملها

س – ما هي الحروف الناسخة ؟ وما عملها ؟ وما معنى كل منها ؟

- الحروف الناسخة هي : ( إن – أن / كأن – لكن / ليت – لعل )

- عملها ( عكس عمل كان ) : تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويصبح اسمها وترفع الخبر ويصبح خبرها

- معناها :

( إن وأن ) : للتوكيد .

( كأن ) : للتشبيه .

( لكن ) : للاستدراك ، ولا يصح أن تكون في أول الجملة ، لأن معناها الاستدراك فبها يستدرك القائل كلامه حتى لا يفهم السامع شيئًا آخر غير المراد ، فإذا قلت مثلاً : ( الجو بارد ) فقد يظن السامع أن هناك أمطاراً ، فتستدرك الكلام لمنع الفهم الخاطئ ، فتقول : ( ولكن السماء صافية ) .

( ليت ) : للتمنى .

( لعل ) : للترجى .

س – ما الفرق بين التمني والترجي ؟

التمني يكون للشيء المستحيل ، كما قال الشاعر :

ألا ليت الشبابَ يعودُ يومًا فأُخْبِرُهُ بما فعلَ المشيبُ

 

أما الترجي فيكون للأمر المتوقع حدوثه ، فنقول : ( لعل الله يأتي بالفرج ) .

نموذج للإعراب :

1- إن العلمَ نور .

2- كأن الجنديين أسدان .

3- ليت المسلمين متحدون .

الإعراب :

1- إن : حرف ناسخ مبني على الفتح .

العلم : اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة .

نور : خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

2- كأن : حرف ناسخ يفيد التشبيه مبني على الفتح .

الجنديين : اسم كأن منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى .

أسدان : خبر كأن مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .

3- ليت : حرف ناسخ يفيد التمني مبني على الفتح .

المسلمين :اسم ليت منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم .

متحدون : خبر ليت مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم .

س – ما أنواع خبر ( إن) وأخواتها ؟

هي نفس أنواع خبر المبتدأ وخبر كان ، لأنها تدخل على الجملة الاسمية مثل كان ، فخبرها إذًا ثلاثة أنواع هي :

1- خبر جملة :

أ - جملة اسمية ، كما في : (إن الإسلام مبادئه سمحة ) .

مبادئه : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، والهاء مضافة إليه في محل جر .

سمحة : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .

والجملة الاسمية ( مبادئه سمحة ) في محل رفع خبر إن .

ب – جملة فعلية ، كما في : ( كأن الجنود تزحف ) . تزحف : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر تقديره ( هي ) والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

2- خبر شبه جملة :

- ليت النجاحَ بالتمنى .

- لعل الماءَ في الكوب .

ملحوظة :-

قد يتقدم الخبر شبه الجملة على إن وأخواتها ، فنقول :

- ليت بالتمنى النجاح .

- لعل في الكوبالماء.

النجاح : اسم ليت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .

الماء : اسم لعل منصوب وعلامة نصبه الياء

3- خبر مفرد :

( ما ليس جملة ولا شبه جملة ) .

- سافر الولد لكنه حزين .

- إن الطلاب مسرورون .

ملحوظة :

أي ضمير يتصل بـ إن وأخواتها يكون اسمها ، ويعرب على النحو التالي:

ضمير متصل مبني في محل نصب اسم ....( ويذكر أسم الحرف الناسخ ) .

س – ماذا يحدث إذا دخلت ( ما ) على إن وأخواتها ؟

تكفها عن العمل باستثناء ( ليت ) فيجوز كفُّها عن العمل ، كما يجوز إعمالها .

ومعنى أن ( ما ) تكف إن وأخواتها عن العمل يعنى أنها تسمح لها بالدخول على الجملة الفعلية ، كما في قوله تعالى " إنما يتذكر أولو الألباب "

كما أنها تجعل ما بعدها مبتدأ مرفوعاً إذا دخلت على الجملة الاسمية ، كما في قوله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة " .

إنما : إن حرف ناسخ ، ما : كافة

المؤمنون : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والاستثناء في ( ليت ) يعنى أنها يمكن أن تعمل رغم دخول ما ، كما يمكن ألا تعمل فنقول :

- ليتما أعلامَ السلام مرفوعة ( على أن ما زائدة وليت عاملة )

- أو : ليتما أعلامُ السلام مرفوعة ( على أن ما كافة وليت مكفوفة )

س – ما الفرق بين ( إن ) و ( أن ) ؟

كلاهما حرف ناسخ ، ولكن هناك مواضع ل ( إن ) مكسورة الهمزة .

س – ما مواضع كسر همزة ( إن ) ؟

1- إذا وقعت في أول الجملة : ( إن الله غفور رحيم ) .

2- إذا وقعت بعد القول : ( قال إني عبد الله ) .

3- إذا وقعت في أول جملة القسم : ( والله إن الحق واضح ) .

4- إذا وقعت في أول جملة الحال : ( جاء والدي وإنه مسرع ) .

5- إذا وقعت في أول جملة الصلة : ( جاء الذي إنه مجتهد ) .

( جملة الصلة تقع بعد اسم من الأسماء الموصُلة ، ومنها : الذي – ألتي – اللذان – الذين – اللائي – اللاتي – من – ما ) .

6- إذا وقعت بعد ألا الاستفتاحية : ( ألا إن نصر الله قريب ) .

7- إذا وقعت بعد ( حيث ) : ( عاقبت الولد حيث إنه غبي ) .

8- إذا وقعت بعدها ( لام ) : " والله يعلمُ إنك لرسولُهُ والله يشهدُ إن المنافقين لكاذبون "

وتجمع هذه المواضع الثمانية في الجملة التالية :-

" أقسم في الحال مع الصلة ألا أقول حيثُ في أول الكلام "

( أقسم : بعد القسم / في الحال : بعد جملة الحال / مع الصلة : بعد الاسم الموصول { أي في أول جملة الصلة } / ألا أقول حيث : أي بعد ألا الاستفتاحية ، وبعد فعل القول وبعد حيث / في أول الكلام : يعني في أول الجملة ) .