محاضرات مقياس قانون الملكية الفكرية - السنة الثالثة ليسانس - القانون الخاص - الأستاذة بشيخ فاطيمة الزهرة

     يتضمن قانون الملكية الفكرية التنظيم القانوني لحقوق الملكية الفكرية أو كما تسمى أيضا الحقوق الذهنية، حيث يهدف إلى التعريف بهذه الحقوق والأعمال المتعلقة بها وكذا بيان الأحكام التي تتضمن حماية هذه الحقوق وكيفية ممارستها.

     وتتعلق حقوق الملكية الفكرية بأشياء غير مادية، أي الأشياء المعنوية.  حيث ترد كل هذه الحقوق على مبتكرات وأعمال مختلفة من إنتاج الذهن، لذلك سميت بالحقوق الذهنية، أو الحقوق الفكرية. وهي تشمل أساسا  حقوق الملكية الأدبية والفنية وحقوق الملكية الصناعية والتجارية. تتشكل هذه الحقوق أساسا من جانب مالي يخول لصاحبها حق انتفاع من نوع خاص، ومن جانب غير مادي يكيف على أنه من حقوق الشخصية.   

      وبالرغم من أن قانون الملكية الفكرية هو تشريع خاص، إلا أنه مرتبط أشد الارتباط بعدة مجالات وقوانين أخرى: كالقانون المدني والمجال التجاري والصناعي. إذ يمكن استغلال هذه الحقوق خاصة تلك المتعلقة بالملكية الصناعية والتجارية في الصناعة والتجارة. ولا يمكن إغفال أن هذه الحقوق لها أيضا علاقة بمجال الأدب والفن والعلم والثقافة وخاصة فيما يتعلق بالنوع الثاني من هذه الحقوق، أي حقوق الملكية الأدبية والفنية.

       ومن أجل كل ما سبق ذكره، تهدف هذه الدروس إلى التعرض لتحليل النظام القانوني الخاص بحقوق الملكية الفكرية وإبراز خصوصية هذه الحقوق وطبيعتها ومحتواها وتبيان صفة الأشخاص المستفيدين منها. وبما أن حقوق الملكية الفكرية تشمل فرعين أساسيين من الحقوق وهي حقوق الملكية الأدبية والفنية وحقوق الملكية الصناعية والتجارية، يتم إذن تقسيم الدراسة إلى فصلين أساسيين: يتضمن الفصل الأول دراسة حقوق الملكية الأدبية والفنية، بينما يشمل الفصل الثاني حقوق الملكية الصناعية والتجارية.

      وقد سبق أن تعرضنا قبل العطلة لجزء هام من القسم الخاص بالملكية الأدبية والفنية عن طريق الشرح، وبقي إكمال الدروس الخاصة بالملكية الصناعية والتجارية التي سيتم التعرض لها في أربع محاضرات عن طريق النشر في المنصة الإلكترونية مودل، إلى حين أن يتم بإذن الله رفع هذا الوباء عنا وعن كل البشرية ونلتقي مجددا بالكلية بحول الله لشرح ما تم نشره من دروس. وتجدر الملاحظة أن هذا المقياس نظرا لتشعب واتساع مواضيعه وعناصره لم يكن بإمكاننا إنهاء كل المقرر. ويظهر ذلك جليا من خلال عدة معطيات: كون أن هذا المقياس مبرمج بمعدل حصة واحدة في الأسبوع وبالسداسي الثاني وثانيا أن هذا المقياس يعتبر جديد على طلبة السنة الثالثة لأنهم لم يتعرضو له بالدراسة في السنوات الماضية، وأخير وفق تجربة بعض الأستاذة السابقين.  ولكن بما أنه طلب من الأساتذة إكمال دروس شهر أفريل عن بعد. فإنه يمكن لنا التعرض لكل المواضيع والعناصر الهامة الخاصة بهذا المقياس.