الملخص:

   من خلال هذه المحاضرات نحاول استجلاء طبيعة السياسات الاقتصادية التي شهدتها الجزائر منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا، من خلال التطرق إلى مختلف الإصلاحات الاقتصادية المتبعة في بلادنا، سعيا لتحقيق التنمية الوطنية، تلك العملية التي تعتبر بكل أبعادها مسألة محورية بالغة الأهمية والتعقيد، وهي تبرز في الكثير من الأحيان في الجزائر وغيرها من الدول النامية على أنها القضية الأولى بعد الاستقلال السياسي والاقتصادي، والقضية الأكثر إلحاحا والتي تتطلب حلولا عاجلة وشاملة من أجل تفادي الفشل الذي يلاحق سياساتنا وبرامجنا التنموية.

    في هذا المجال كان لا بد للجزائر أن تهتم بإحداث تنمية اقتصادية والقيام بالعديد من الإصلاحات الفعالة والشاملة لكل الجوانب، لذلك فمنذ حصول الجزائر على استقلالها السياسي زاد اهتمامها وتركيزها على ضرورة بناء اقتصاد قوي وتطويره، وأصبح محور سياسة الحكومة هو إصلاح السياسات الاقتصادية .

    لكن على الرغم من المحاولات المبذولة في مجال الإصلاح الاقتصادي، من أجل إدارة العملية التنموية في البلاد بمجالاتها الواسعة، إلا أن فعاليتها تبقى بعيدة عن المستوى المطلوب و المنتظر تحقيقه من هذه الإصلاحات حيث نجد أن هناك سوء تسيير إداري لبرامج التنمية المختلفة، فالتنمية الوطنية الشاملة أمر لا سبيل إلى إدراكه دون خلق الهياكل الاقتصادية و المؤسسية المناسبة و التحلي بالقدرات الأساسية على العمل و التصرف للمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية.

الكلمات المفتاحية: السياسات الاقتصادية، الإصلاحات الاقتصادية، التنمية، اقتصاد السوق...