برز الاهتمام بصناعة الخدمات مقارنة بالقطاع السلعي – والذي كان ولفترة من الزمن- معولا عليه في تحقيق خطط التنمية على مستوى الدول، ومن ثم على مستوى المؤسسات، أي في حين تراجعت مساهمة القطاع السلعي في تشكيل إجمالي الناتج المحلي، برزت مساهمة القطاع الخدمي في تشكيل هذا الاخير حتى أصبحت النسبة تتجاوز الـ70%  في بعض الدول المتقدمة أمثال: الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا والسويد.

وعلى ذلك أصبح قطاع الخدمات يشكل بداية لثورة تنظيمية جديدة وانقلابا في الموازين الاقتصادية، خاصة وأنه ظهر نوع جديد من الطلب على الخدمات الذي يرتبط بتطور المجتمع عامة وارتفاع مستوى الحياة خاصة، كالطلب على خدمات السياحة، الاتصالات، النقل الجوي...إلخ. إضافة إلى هذا هناك تطور في الطلب على الخدمات المرتبطة بالنشاطات التجارية للمؤسسات، فالسلع لا تتدفق في السوق مالم يصاحبها خدمات كالتوزيع، الصيانة، التركيب...

هذا الإتجاه المتواتر نحو الخدمات فرض على المختصين في ميدان التسويق من ممارسين و أكاديميين ضرورة البحث عن التطبيقات التسويقية الملائمة للخدمة من حيث الطبيعة والخواص  والتي تميزها عن تسويق السلع.

تبعا لذلك أصبحنا نتحدث عن "تسويق الخدمات" كأحد مجالات المعرفة المتخصصة والذي يعتبر نشاطا متميزا ينطوي على مجموعة من الأنشطة الهادفة في مجملها إلى تحقيق رضا العميل وربحية المؤسسة على السواء.

      ولهذا جاءت هذه "المطبوعة" لتركز على معالم التسويق الخدمي من خلال المحاور التي تضمنها برنامج مقياس " مدخل لتسويق الخدمات" وفق المقرر الوزاري لفائدة طلبة السنة الثالثة ليسانس شعبة العلوم التجارية، تخصص "تسويق الخدمات" مع الإشارة إلى أنه تم دمج بعض المحاور الإضافية التي تعتبر ضرورية لمساعدة الطالب على استيعاب أفضل للمقياس.

ومن هذا المنطلق فإن المحاور التي تتضمنها المطبوعة جاءت وفق الترتيب التالي:

- مفهوم الخدمات وتسويقها

- مفهوم الخدمة

- طبيعة الخدمات

- الخصائص الأساسية للخدمات

- معايير تصنيف الخدمات

-  أهمية الخدمات في الحياة

- تسويق الخدمات

- المزيج التسويقي للخدمات

- مشاكل تسويق الخدمات.