مقرر موجه لطلبة السنة الثانية دكتوراه علوم سياسية، دراسات سياسية مقارنة، السداسي الرابع. البيئة هي جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. وهي بالنسبة للإنسان الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و مغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر. ومنذ خُلق الإنسان وهو في علاقة تأثير وتأثر ببيئته، وإذا كان الإنسان البدائي قد عانى من قسوة بيئته، فإن الإنسان في العصر الحديث استغول عليها خاصة منذ ظهور الثورة الصناعية وتطور التكنولوجيا، وما زاد الأمور خطورة هو الزيادة الرهيبة لعدد السكان التي عقدت من معادلة: تزايد الحاجيات والمطالب مقابل محدودية الموارد خاصة الطبيعية، وهو ما جعله إذا صح التعبير يتفنن في استنزاف طاقات بيئته، وإلحاق مجموعة من المشكلات بها، منها ما هو قديم ولكنه تطور بتطور الإنسان مثل التلوث البيئي بكل أشكاله، التصحر والنفايات....، ومنه ما هو جديد مثل الاحتباس الحراري، الهندسة الوراثية والمخاطر النووية.... وعليه، سنحاول من خلال هذا المقرر دراسة كل مشكلة من هذه المشكلات بتعريفها، وتحديد أسبابها، وإبراز آثارها وفي الأخير تقديم صورة عامة عن سبل مواجهتها.